أقوال وآراء حول عصمة الأنبياء عليهمالسلام
مسألة تنزيه الأنبياء من الذنب والخطأ
يتفق عليها أغلب المسلمين ، بل وحتى أصحاب الملل والشرائع الاخرى ، لكن هناك
اختلافات كثيرة وآراء وأقوالاً متنوّعة فيما يتعلّق بخصوصياتها ، قد تناولتها كتب
العقائد والتفسير ، والحديث بالشرح والتفصيل.
المرحوم العلّامة الحلّي في كتابه «نهج
الحقّ وكشف الصدق»
وكذلك هو وكل من شرح «تجريد العقائد» في شرح كلام الخواجة الطوسي «ويجب في النبي
العصمة» ، وكذلكـ «ابن أبي الحديد» في شرح نهج البلاغة
، حيث تناولوا كلّهم هذه الأقوال بشكل مطوّل ، لكن المرحوم «العلّامة المجلسي» قام
بشرح وترتيب هذا البحث بشكل أفضل من غيره ، وهو ما سنذكر خلاصته أدناه على أمل
الإحاطة بكل الأقوال المتعلقة بهذه المسألة ، (إضافات وضعناها بين قوسين تخللت
كلام هذا المحقّق العظيم).
يقول في بحث عصمة الأنبياء عليهمالسلام :
اعلم أنّ الاختلاف الواقع في هذا الباب
بين علماء الفريقين يرجع إلى أربعة أقسام : أحدها ، ما يقع في باب العقائد.
وثانيها ، ما يقع في التبليغ. وثالثها ، ما يقع في الأحكام والفتيا. ورابعها ، في
أفعالهم وسيرهم عليهمالسلام.
وأمّا الكفر والضلال في الإعتقاد ، فقد أجمعت الامّة على عصمتهم عنهما قبل النبوّة
وبعدها ، غير أنّ الأزارقة من الخوارج جوّزوا عليهم الذنب.
وكلّ ذنب عندهم كفر ، فلزمهم تجويز
الكفر عليهم ، بل يحكى عنهم أنّهم قالوا : يجوز أن
__________________