(وَقالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ) (٢٠) : أي يوم يدين الله الناس فيه بأعمالهم. (هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) (٢١) : أي يوم القضاء ، يقضي فيه بين المؤمنين والمشركين ، فيدخل المؤمنين الجنّة ، ويدخل الكافرين النار.
قوله : (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ) : أي سوقوا الذين أشركوا وأزواجهم ، أي : وأشكالهم. [وقال بعضهم : (وَأَزْواجَهُمْ) أي : وقرناءهم من الشياطين] (١) (وَما كانُوا يَعْبُدُونَ (٢٢) مِنْ دُونِ اللهِ فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ) (٢٣). ذكروا عن النعمان بن بشير عن عمر بن الخطّاب في قوله : (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) (٧) [التكوير : ٧] قال : يزوّج كلّ إنسان نظيره من النار ، ثمّ تلا هذه الآية : (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَما كانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَاهْدُوهُمْ) ، أي : فادعوهم (إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ).
تفسير الحسن : أنّ كلّ قوم يلحقون بصنفهم. (وَما كانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) في تفسير الحسن ، بمعنى الشياطين التي دعتهم إلى عبادة الأوثان ، وإنّما عبدوا الشياطين.
وقال الكلبيّ : (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا) أي : أشركوا ، (وَأَزْواجَهُمْ) أي : ومن عمل بأعمالهم من بني آدم.
قوله : (فَاهْدُوهُمْ ، إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ) أي : إلى طريق الجحيم. والجحيم اسم من أسماء جهنّم ، وهو الباب الخامس ، وإنّما أبوابها سبعة : جهنّم ، وهو الباب الأعلى ، ثمّ لظى ، ثمّ الحطمة ، ثمّ السعير ، ثمّ الجحيم ، ثمّ سقر ، ثمّ الهاوية ، وهي الدرك الأسفل من النار ، وجهنّم اسم جامع لتلك الأبواب. قال : (فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ) [النحل : ٢٩] وكلّ باب منها هو النار ، الأعلى جهنّم ، ثمّ لظى ، والنار كلّها لظى. قال : (فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى) (١٤) [الليل : ١٤] أي : تأجّج. ثمّ الحطمة ، والنار كلّها حطمة ، أي : تحطم عظامهم وتأكل كلّ شيء منهم إلّا الفؤاد. قال : (كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) (٤) [الهمزة : ٤] ثمّ السعير ، والنار كلّها سعير ، تسعر عليهم ، قال : (وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) (١٠) [النساء : ١٠] ثمّ الجحيم ، والنار كلّها جحيم ، قال : (قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ) (٩٧) [الصافّات : ٩٧] أي : في النار. ثمّ سقر ، والنار كلّها سقر. قال (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (٢٦) وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ (٢٧) لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ) (٢٨) [المدّثّر : ٢٦ ـ ٢٨] فكذلك
__________________
(١) زيادة من سح ، ورقة ١٩٢.