بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ) (٤٤) [الرحمن : ٤٤] فهم في ترداد وعناء. قال : (وَمُقاماً) (٦٦) : أي ومنزلا.
قوله : (وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا : لَمْ يُسْرِفُوا) أي : لم ينفقوا في معصية الله ، على النفقة في طاعة الله. (وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً) (٦٧) : هذه النفقة نفقة الرجل على أهله (١).
ذكروا أنّ هذه أنزلت في أصحاب النبيّ عليهالسلام ، وصفهم الله بهذه الصفة.
[كانوا لا يأكلون طعاما يريدون به نعيما ، ولا يلبسون ثوبا يريدون به جمالا ، وكانت قلوبهم على قلب واحد] (٢).
قوله : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ). وأنتم أيّها المشركون تدعون مع الله آلهة. قال : (وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ).
ذكروا عن الحسن قال : لّما نزل في قاتل المؤمن وفي الزاني وأشباه ذلك ما نزل قال أصحاب النبيّ : أيّنا لم يزن ، أيّنا لم يفعل ، وتخوّفوا أن يؤخذوا بما كان منهم في الجاهليّة. فأنزل الله : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) أي : بعد إسلامهم ، (وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ،) أي : بعد إسلامهم ، وأنزل قوله : (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) أي : بالشرك والكبائر الموبقة (لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ) (لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ) إن تبتم إليه (إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (٥٣) لمن تاب إليه ، الرحيم به إذ جعل له متابا ، أي : مرجعا ومخرجا. (وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ) [الزمر : ٥٣ ـ ٥٤] يغفر لكم ما كان منكم في الجاهليّة. وأنزل الله في هذه الآية : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ).
قوله : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً) (٦٨) : قال بعضهم : نكالا. وقال بعضهم : كنّا نحدّث أنّه واد في جهنّم.
__________________
(١) القوام هو الوسط والعدل بين طرفين ، وهما هنا الإسراف والإقتار. قال الفرّاء في المعاني ، ج ٢ ص ٢٧٣ : «والقوام قوام الشيء بين الشيئين. ويقال للمرأة : إنّها لحسنة القوام في اعتدالها. ويقال : أنت قوام أهلك ، أي : بك يقوم أمرهم وشأنهم ، وقيام ، وقيم ، وقيّم ، في معنى قوام».
(٢) زيادة من سع ورقة ٦١ ظ.