دعاؤه عليهالسلام
في التوحيد والتعظيم
من أدعية الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام هذا الدعاء الشريف وهو من أجلّ أدعيته ، وكان يدعو به في يوم الجمعة ، وقد حفل بتوحيد الله ، وتنزيهه عن مشابهة مخلوقاته ، وهذا نصّه :
الحمد لله الّذي لا من شيء كان ، ولا من شيء كوّن ما قد كان ، مستشهدا بحدوث الأشياء على أزليّته ، وبما وسمها به من العجز على قدرته ، وبما اضطرّها إليه من الفناء على دوامه ، لم يخل منه مكان فيدرك بأينيّته ، ولا له شبه ولا مثال فيوصف بكيفيّته ، ولم يغب عن شيء فيعلم بحيثيّته ، مباين لجميع ما أحدث في الصّفات ، وممتنع عن الإدراك بما ابتدع من تصرّف الذّوات ، وخارج بالكبرياء والعظمة من جميع تصرّف الحالات ، ومحرّم على بوارع ثاقبات الفطن تحديده ، وعلى عوامق ثاقبات الفكر تكييفه ، وعلى غوائص سابحات النّظر تصويره ، ولا تحويه الأماكن لعظمته ، ولا تذرعه المقادير لجلاله ، ولا تقطعه المقاييس لكبريائه ، ممتنع عن الأوهام أن تكتنهه ، وعن الأفهام أن تستغرقه ، وعن الأذهان أن تمثّله ، قد يئست عن استنباط الإحاطة به طوامح العقول ، ونضبت عن الإشارة إليه بالاكتناه بحار العلوم ، ورجعت بالصّغر عن السّموّ إلى وصف قدرته لطائف الخصوم ، واحد لا من عدد ، ودائم لا بأمد ،