ذكر ذلك له فقال : هديت لسنّة نبيّك.
قوله : (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ) : العامّة على أنّ صيام ثلاثة أيّام في الحجّ قبل التروية بيوم ، ويوم التروية ، ويوم عرفة. ذكروا أنّ عليّا قال : قبل التروية بيوم ، ويوم التروية ، ويوم عرفة. ذكروا عن ابن عمر مثل ذلك. ذكروا عن الحسن وعطاء أنّهما قالا : في العشرة.
ذكروا عن عائشة رضي الله عنها أنّها قالت : من يوم أن يهلّ إلى يوم عرفة ، فإن فاته ذلك صام أيّام منى.
ذكروا أنّ رجلا أتى عمر بن الخطّاب رضي الله عنه يوم النحر فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّي تمتّعت ولم أجد الهدي ولم أصم. فقال : سل في قومك ، ثمّ قال : يا معيقيب (١) أعطه شاة. ذكروا عن سعيد بن جبير قال : يبيع ثيابه ويهريق دما.
قوله : (وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ) ذكروا أنّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قال : إذا رجع إلى أهله. ذكروا عن مجاهد قال : إن شاء صامها في الطريق.
قوله : (ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) (١٩٦) : أى : إذا عاقب. ذكروا عن عطاء عن ابن عبّاس أنّه قال : يا أهل مكّة ، ليست لكم متعة ، فإن كنتم فاعلين لا محالة فاجعلوا بينكم وبين مكّة واديا.
ذكروا عن عطاء أنّه قال : قدر ما تقصر إليه الصلاة فهو من حاضري المسجد الحرام.
وتفسير ذلك أنّه يقول : إذا كان من وراء ذلك كانت له المتعة. وقال عطاء : من كان منها على رأس ليلة فهو من حاضري المسجد الحرام.
قوله : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ) : ذكر جماعة من العلماء أنّها شوّال وذو القعدة وعشرة أيّام من ذي الحجّة (فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ) : أى فمن أوجب فيهن الحجّ. ذكر بعضهم أنّ
__________________
(١) هو معيقيب بن أبي فاطمة ، أسلم قديما بمكّة وهاجر إلى الحبشة. وكان على خاتم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثمّ كان أمينا على بيت المال في عهد أبي بكر وعمر بن الخطّاب. توفّي في آخر خلافة عليّ بن أبي طالب ، قيل : سنة أربعين للهجرة. انظر ابن عبد البر الاستيعاب ، ج ٤ ، ص ١٤٧٨. وابن قتيبة ، المعارف ص ٣١٦ ، والذهبي ، سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٣٥٠.