إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير كتاب الله العزيز [ ج ١ ]

تفسير كتاب الله العزيز [ ج ١ ]

178/522
*

عكرمة لقي أبا الحكم البجليّ فقال : أنت رجل سوء ، يقول الله : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَ) وأنت تهلّ بالحجّ في غير أشهر الحجّ موجّها إلى خراسان أو إلى كذا وكذا.

ذكروا عن جابر بن عبد الله أنّه قال : لا يهلّ بالحجّ في غير أشهر الحجّ.

ذكر أنّه : ذكروا للحسن رجلا يحرم من السنة إلى السنة ، فقال : لو أدركه عمر بن الخطّاب لأوجع له رأسا. وقال : في أى شهر أحرم فقد وجب عليه الإحرام ؛ وأحسن ذلك أن يكون في أشهر الحجّ.

قوله : (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ) : ذكر عطاء عن ابن عبّاس أنّه قال : الرّفث : الجماع (١) ، والفسوق : المعاصي ، والجدال أن يماري بعضهم بعضا حتّى يغضبوا.

قوله : (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ) : يعني التطوّع والفريضة. وهو كقوله : (وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ) [آل عمران : ١١٥].

قوله : (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى) : قال بعض المفسّرين : كان أناس من أهل اليمن يحجّون ولا يتزوّدون ، فأمرهم الله بالزاد والنفقة في سبيله ، وأخبرهم أنّ خير الزاد التقوى. وقال الحسن : يقول : إذا أراد أحدكم سفرا تزوّد لسفره خيرا.

قوله : (وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ) (١٩٧) : يعني يا أولي العقول ، وهم المؤمنون.

(لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) : ذكر عن عبيد الله بن أبي يزيد (٢) أنّه قال : سمعت عبد الله بن الزبير ، وبلغه أنّ أناسا يأنفون من التجارة في الحجّ فقال : يقول الله : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) يعني به التجارة في مواسم الحجّ.

ذكروا عن الحسن أنّه كان لا يرى بأسا بالتجارة في الحجّ ، في الفريضة وغيرها.

قوله : (فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ) : ذكر بعض المفسّرين أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أفاض من عرفات بعد غروب الشمس.

__________________

(١) وقد نسب إلى ابن عبّاس تعريف آخر للرفث إذ قال : «إنّما الرفث مراجعة النساء الحديث بذكر الجماع».

انظر الفارسي ، الحجّة ، ج ٢ ص ٢١٩ ـ ٢٢٠ ، وانظر تفسير الطبريّ ج ٤ ص ١٢٦.

(٢) عبيد الله بن أبي يزيد المكّيّ تابعيّ ثقة.