( ٢ )
وأوجد القرآن الكريم بما يحمل من طاقات علمية وفكرية انقلابا هائلا في ذلك المجتمع الغارق في مآثم هذه الحياة ، فقد دمّر جميع عاداتهم وتقاليدهم ، وصنع لهم منهجا متكاملا لجميع شئون الحياة اجتماعية وسياسية واقتصادية ، وأقام معالم العدالة الاجتماعية التي لا تدع ظلاّ للظلم والبغي والاعتداء على حرمات الناس.
إنّ تعاليم القرآن وأحكامه وآدابه جاءت لتسمو بالإنسان ، وترفع كيانه ، وتجعله خليفة لله في أرضه ، فما أعظم عائدته على جميع البشر! وما أجلّ نعمه وأياديه عليهم!
( ٣ )
وحفل القرآن الكريم بالمحكم والمتشابه ، والعامّ والخاصّ ، والمطلق والمقيّد ، فتأويله والوقوف على حقيقته النازلة من ربّ العالمين لا يحيط به إلاّ الراسخون في العلم ، وهم مصابيح الإسلام ، وهداة الأنام ، والمرتقى العالي في الإسلام ، عترة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذين عاشوا مع القرآن ، ووقفوا على دقائقه وأسراره وقيمه وآدابه ، فلا بدّ من الرجوع الى ما اثر عنهم في تفسير القرآن الكريم ، وليس الرجوع إليهم نافلة أو تطوعا وإنّما هو الحقّ الذي لا بديل له.
( ٤ )
والشيء المؤكد الذي لا ريب فيه أنّ سيّد العترة النبوية الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام