أثر عن الإمام عليهالسلام أنّه فسّر قوله تعالى : ( وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا ... ) ، « أي لا تنس صحّتك وقوّتك وفراغك وشبابك ونشاطك أن تطلب بها الآخرة » (١).
( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (٨٣)
كان الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في أيام خلافته يمشي في الأسواق وهو يرشد الضالّ ، ويعين الضعيف ، ويمرّ بالبياع والبقال فيفتح عليه القرآن ، ويقرأ :
( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً ) ، ويقول : « نزلت هذه الآية في أهل العدل والمواضع من الصّلاة وأهل القدرة من سائر النّاس » (٢).
( وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) (٨٨)
قال عليهالسلام في تفسير هذه الآية : « المراد كلّ شيء هالك إلاّ دينه ؛ لأنّ من المحال أن يهلك منه كلّ شيء ويبقى الوجه ، هو أجلّ وأعظم من ذلك ، وإنّما يهلك ما ليس منه ألا ترى أنّه قال : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ. وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ) (٣) » (٤).
__________________
(١) الميزان ١٦ : ٨٥.
(٢) الميزان ١٦ : ٨٥.
(٣) الرحمن : ٢٦ و ٢٧.
(٤) الميزان ١٦ : ٩٥.