جميع من ولي الخلافة من الصديق الى عمر بن عبد العزيز أربعة عشر نفساً ، منهم اثنان لم تصح ولايتهما ، ولم تطل مدتهما ، وهما معاوية بن يزيد ومروان بن الحكم ، والباقون اثنا عشر نفساً على الولاء ، كما أخبر صلى الله عليه وسلم ، وكانت وفاة عمر بن عبد العزيز سنة إحدى ومائة ، وتغيرت الأحوال بعده ، وانقضى القرن الأول الذي هو خير القرون .
ولا يقدح في ذلك قوله : يجتمع عليهم الناس ، لأنه يحمل على الأكثر الأغلب ، لأن هذه الصفة لم تفقد منهم إلا في الحسن بن علي وعبد الله بن الزبير ، مع صحة ولايتهما ، والحكم بأن من خالفهما لم يثبت استحقاقه إلا بعد تسليم الحسن ، وبعد قتل بن الزبير . والله أعلم .
وكانت الأمور في غالب أزمنة هؤلاء الإثني عشر منتظمة ، وإن وجد في بعض مدتهم خلاف ذلك فهو بالنسبة الى الإستقامة نادر . والله أعلم .
وقد تكلم ابن حبان على معنى حديث تدور رحى الإسلام ، فقال : المراد بقوله : تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين أو ست وثلاثين ، انتقال أمر الخلافة الى بني أمية وذلك أن قيام معاوية عن علي بصفين حتى وقع التحكيم ، هو مبدأ مشاركة بني أمية ثم استمر الأمر في بني أمية من يومئذ سبعين سنة ، فكان أول ما ظهرت دعاة بني العباس بخراسان سنة ست ومائة ، وساق ذلك بعبارة طويلة ، عليه فيها مؤاخذات كثيرة ، أولها دعواه أن قصة الحكمين كانت في أواخر سنة ست وثلاثين ، وهو خلاف ما اتفق عليه أصحاب الأخبار ، فإنها كانت بعد وقعة صفين بعدة أشهر ، وكانت سنة سبع وثلاثين . والذي قدمته أولى بأن يحمل الحديث عليه . والله أعلم . انتهى .
* *
وقد رأيت أن ما اختاره ابن حجر غير ما نسبه اليه السيوطي ..
ورأيت
تحيرهم جميعاً وكثرة احتمالاتهم ، وتضاربها ! وأن أكثرهم أخذوا زيادة