واعلموا
أنكم لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذي تركه ، ولن تأخذوا بميثاق الكتاب
حتى تعرفوا الذي نقضه ، ولن تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه ، فالتمسوا ذلك من
عند أهله ، فإنهم عيش العلم وموت الجهل ، هم الذين يخبركم حكمهم عن عملهم
، وصمتهم عن منطقهم ، وظاهرهم عن باطنهم ، لا يخالفون الدين ، ولا يختلفون
فيه ، وهو بينهم شاهد صادق ، وصامت ناطق . انتهى .
* *
ولكن
عامة الشراح السنيين لا يقبلون هذا التفسير ، ويحذرون أتباعهم من أن يقنعهم
الشيعة بأن النبي صلىاللهعليهوآله قد نص على الأئمة الإثني عشر
من عترته !!
ويقولون
لأتباعهم : إن حديث الأئمة الإثني عشر صحيحٌ مئة بالمئة ، لكن لا تقبلوا
تفسير الشيعة ، ونحن إن شاء الله نفسره لكم تفسيراً صحيحاً ..
ولكنهم
الى يومنا هذا لم يستطيعوا أن يقدموا لهم تفسيراً مقنعاً للحديث ، ولن يستطيعوا
.. لأنهم يريدون تطبيق هؤلاء الإثني عشر على الخلفاء الذين حكموا بعد النبي صلىاللهعليهوآله من الخلفاء الأربعة ، وعبد الله بن الزبير
، وسلسلة خلفاء بني سفيان وبني مروان
، ثم بني العباس .. وربما غيرهم من أمويي الأندلس ، والسلاجقة ، والمماليك
، والأتراك !!
وعندما
يجدونهم أضعاف العدد المطلوب ، يلجؤون الى الفرضيات ، فيختارون أحسن
الخلفاء الأمويين ، والعباسيين ويخلعون عليهم صفة الأئمة الربانيين ، فيثبتون هذا
ويحذفون ذاك ! اختياراً وحذفاً ( كيفياً ) لمجرد تكميل العدد !
وبعضهم
لا يكمل معه العدد ممن اختارهم فيقول : إن الباقين سوف يأتون !
ومن
الواضح أنها تطبيقاتٌ لا تقف عند حد ، ولا تستند الى أساس ، وأن الذي يسلكها
يكلف نفسه شططاً ، كمن يكلف نفسه بأن يختار اثني عشر شخصاً من رؤساء
المسلمين وملوكهم المعاصرين ، ويقول عنهم إنهم قادةٌ ربانيون اختارهم الله تعالى
، ووعد الأمة بهم على لسان رسوله صلىاللهعليهوآله !