وأن يطعنوا في ذلك عليه ، فأوحى الله إليه : يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ . فقام رسول الله بولايته يوم غدير خم . انتهى . وقال في هامشه :
وروى السيوطي في الدر المنثور عن الحافظ ابن مردويه وابن عساكر بسنديهما عن أبي سعيد الخدري قال : لما نصب رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً يوم غدير خم فنادى له بالولاية هبط جبرئيل عليه بهذه الآية : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ...
أقول : ورواه أيضاً بأسانيد الحافظ الحسكاني في الحديث ٢١١ وتواليه من شواهد التنزيل ١ / ١٥٧ . ورواه أيضاً ابن عساكر في الحديث ( ٥٨٥ ـ ٥٨٦ ) من ترجمة أمير المؤمنين عليهالسلام من تاريخ دمشق : ٢ / ٨٥ ط ١ .
وقد روى الخطيب والحافظ الحسكاني وابن عساكر وابن كثير والخوارزمي وابن المغازلي بأسانيد عن أبي هريرة قال : من صام يوم ثماني عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً ، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي بن أبي طالب ، فقال : ألست ولي المؤمنين ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ، فأنزل الله عز وجل : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ....
ومن أراد المزيد فعليه بما ألفه علماء المسلمين في هذا الحديث قرناً بعد قرن مثل رسالة الحافظ ابن عقدة ، وحديث الغدير للطبري المفسر والمورخ الشهير ، وحديث الغدير للحافظ الدارقطني ، والذهبي ، وعبيد الله الحسكاني ، ومسعود السجستاني وغيرهم . وعليك بكتاب الغدير ، وحديث الغدير من كتاب عبقات الأنوار ، فإن فيهما ما تشتهيه الأنفس . انتهى .
ـ وفي تفسير الميزان : ٦ / ٥٤
وعن تفسير الثعلبي قال قال جعفر بن محمد : معنى قوله : يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ، في فضل علي ، فلما نزلت هذه أخذ النبي صلىاللهعليهوآله بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه .