ضراغمة بيض كأن وجوههم |
|
إذا ما بدوا ليلا قناديل ذيّال |
ثم انصرف بعده إلى أرضه وقد أدرك ثأره.
ولما حضر سعيد بن عثمان بن عفان مدينة سمرقند ، حلف أن لا يبرح ولا يزول حتى يدخل المدينة ويرمي القهندز بحجر صلحا أو فدية أو عنوة. فصالحهم على سبعمائة ألف درهم وأن يدخل المدينة من باب ويخرج من الآخر ، وأن يمر على القهندز وأن يعطوه رهنا من أولاد عظمائهم. فدخل المدينة ورمى القهندز بحجر فثبت فيه فتطيروا لذلك وقالوا : ثبت فيها ملك العرب.
وصالح قتيبة بن مسلم أهل سمرقند على أن ما في بيوت النيران وحلية الأصنام. فأخرجت إليه الأصنام فسلب حليّها وأمر بتحريقها فقال سدنتها : إن فيها أصناما من أحرقها هلك. فقال قتيبة : أنا أحرقها [١٦٤ أ] بيدي ، وأخذ شعلة من نار فأضرمها فيها ، فاضطرمت واحترقت ، فوجد بقايا ما كان فيها من مسامير الذهب خمسين ألف مثقال.
وسمرقند من بلاد الصغد ، ومن ورائها كرمانية ودبوس (١) وأشروسنة والشاش ونخشب وبناكت واستوركث ، ابوازكت ، سام ، سرك ، بنكت ، تكت ، رفكت ، وسيج ، برنمذ (٢). هذه كلها من مدن الشاش.
وقالوا : ليس في الأرض مدينة أنزه ولا أطيب ولا أحسن مستشرفا من سمرقند. وقد شبّها الحصين بن المنذر الرقاشي فقال : كأنها السماء للخضرة ، وقصورها الكواكب للإشراق ، ونهرها المجرّة للاعتراض ، وسورها الشمس للأطباق.
__________________
(١) في حدود العالم ١٠٧ : كرمينة ودبوسي وربنجن ، مدن أسفل بلاد السغد على طريق سمرقند. وفي بلدان الخلافة ٥١١ : كرمينية والدبوسية وفي أنساب السمعاني ١ : ٤٥٤ (الدبوسية) و ٥ : ٥٨ (كرمينية).
(٢) وسيج من مدن فاراب (مسالك وممالك ٢٦٣). أما برنمذ (بورنمد) فهي بورنمد وتقع على مرحلتين من سمرقند (القند ١٣٧) وفي أنساب السمعاني (١ : ٤١١) بورنمذ : قرية من أعمال سمرقند بينها وبين اسروشنة.