جاوز النهرين والنهروانا |
|
أجلولا يؤمّ أم حلوانا؟ |
ما أظن النوى يسوّغه القر |
|
ب ولم تمخض المطيّ البطانا |
نشطت عقلها هبوب الر |
|
يح خرقاء تخبط البلدانا |
أوردتنا حلوان ظهرا وقرمي |
|
سين ليلا وصبّحت همذانا |
انظرتنا إذا مررنا بمرو |
|
ووردنا الرزيق والماجانا |
أن نحيّي ديار جهم وإد |
|
ريس ونسأل الإخوانا |
[١٥٩ ب] قال وحدثني أحمد بن جعفر. حدثني أبو حفص عمر بن مدرك (١) ، قال كنت عند أبي إسحاق الطالقاني يوما بمرو على الرزيق في المسجد الجامع فقال أبو إسحاق : كنا يوما عند ابن المبارك ، فانهار القهندز فتناثرت منه جماجم ، فتصدعت جمجمة وتناثرت أسنانها ، فوزنّا سنّين منها ، فكان في كل واحدة منهما منوان بأربعة أرطال. فأتي ابن المبارك بهما ، فأقبل يوزنهما بيده ساعة ثم قال :
أتيت بسنّين قد رميا |
|
من الحصن لما أثاروا الدفينا |
على وزن منوين إحداهما |
|
ينوء به الكف شيئا رزينا |
ثلاثون أخرى على قدرها |
|
تباركت يا أحسن الخالقينا |
فما ذا يقوم لأفواهها |
|
وما كان يملأ تلك البطونا |
إذا ما تذكرت أجسامهم |
|
تصاغرت النفس حتى تهونا |
وكل على ذاك لاقي الردى |
|
وبادوا جميعا فهم خامدونا |
وقال إبراهيم بن الشمّاس الطالقاني : قدمت على عبد الله المبارك من سمرقند إلى مرو ، فأخذ بيدي فأخرجني فأطاف بي حول سور مدينة مرو. ثم قال لي : يا
__________________
(١) هو أحمد بن جعفر المستملي (انظر مقدمة الكتاب). أما أبو حفص عمر بن مدرك فقد وصفه الخطيب البغدادي في تاريخه (١١ : ٢١١) بالقاص الرازي ويقال البلخي وقال (وأراه بلخيا ، سكن الري وقدم بغداد وحدث بها ...) وانظر ميزان الاعتدال ٣ : ٢٢٣.