المسلمين سنة. وقال أبو خلف (١) : الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ ، فللسودان اثنا عشر ألف فرسخ ، وللروم ثمانية آلاف فرسخ ، وللعرب ألف فرسخ ، ولفارس ثلاثة آلاف فرسخ. وذكر محمّد بن موسى الخوارزميّ (٢) : أن دور الأرض على الفضاء تسعة آلاف فرسخ. العمران من ذلك نصف سدسها ، والباقي ليس فيه حيوان ولا نبات ، والبحار هي محسوبة من العمران ، والمفاوز التي بين العمران من العمران. وذكر بعض الفلاسفة ، أن الأرض مدوّرة كتدوير الكرة ، موضوعة في جوف الفلك كالمحّة في جوف البيضة. والنسيم حول الأرض ، وهو جاذب لها من جميع جوانبها إلى الفلك. وبنية الخلق على الأرض ، إن النسيم جاذب لما في أيديهم من الخفّة ، والأرض جاذبة لما في أيديهم من الثقل ، لأن الأرض بمنزلة الحجر الذي يجذب الحديد ، والأرض مقسومة نصفين بينهما خطّ الاستواء ، وهو من المشرق إلى المغرب. وهذا طول الأرض ، وهو أكبر خطّ في كرة الأرض. كما أن منطقة البروج أكبر خطّ في الفلك ، وعرض الأرض من القطب الجنوبيّ الذي يدور حوله سهيل ، إلى القطب ، الشماليّ الذي يدور حوله بنات نعش. واستدارة الأرض في موضع خطّ الاستواء ثلاثمائة وستّون درجة ، والدرجة خمسة وعشرون فرسخا ، والفرسخ اثنا عشر ألف ذراع ، والذراع أربعة وعشرون إصبعا ، والأصبع ستّ حبّات شعير مصفوفة بطن بعضها إلى بعض. فيكون ذلك تسعة آلاف فرسخ.
وزعم دورتيوس (٣) : أن الأقاليم السبعة على بروج السماء كبار عظام مدينتان في إقليم زحل ، ومدينتان في إقليم المشتري ، ومدينتان في إقليم المرّيخ ، ومدينة في إقليم الشمس ، ومدينتان في إقليم الزّهرة ، ومدينتان في إقليم عطارد ، ومدينة في إقليم القمر. وقالوا أيضا : إن الأقاليم سبعة ، إقليم في أيدي العرب ، وإقليم في أيدي الروم ، وإقليم في أيدي الحبشة ، وإقليم في أيدي الهند ، وإقليم في أيدي
__________________
(١) عزا ياقوت ١ : ١٦ هذا القول عن مساحة الأرض إلى عمر بن جيلان.
(٢) الخوارزمي (بعد ٢٣٢ ه ـ) انظر عنه فهرست ابن النديم ٣٣٣ والأعلام : ٧ : ١١٦.
(٣) في تاريخ مختصر الدول ١٤٠ : رياضي له اليد الطولى في علم الفلك والأحكام النجومية وتصانيفه مشهورة عند أهل هذا العلم في المواليد والأدوار. وانظر : التنبيه والاشراف ٣٩.