مانا كي ته آزاد كردي؟ أي : كم من أهل بيت قد أعتقتهم؟ وتناهى الخبر إلى أفريدون فسرّ به سرورا شديدا ومضى نحو جبل دنباوند فوقف عليه فلما تقرر عند فعل أرمائيل شرفه ورفع درجته وسماه المصمغان وأقطعه مدينة دنباوند برساتيقها وقراها وعقد له تاجا وأقعده على سرير ذهب. فهم آل المصمغان المعروفون إلى يومنا هذا تلك الناحية.
وكان أفريذون سجن البيوراسف في النصف من ماه مهر وروز مهر ، فلما أصبح جعله عيد المهرجان.
ويقال إن طول أفريذون تسعة أرماح ـ والرمح بباعه ثلاثة أبوع ـ وعرض عجزه ثلاثة أرماح ، وعرض صدره أربعة أرماح ، ووسطه رمحان (١).
وقال محمد بن إبراهيم بن نافع : كنت مقيما بطبرستان في خدمة موسى بن حفص الطبري (٢) أيام خلافة المأمون إذ ورد علينا قائد من قواد المأمون في مائة وخمسين فارسا ومعه كتاب المأمون إلى موسى بن حفص يأمره بالشخوص معه إلى موضع البيوراسف [بقرية الحدادة في سنة ٢١٧] حتى يقف عليه ويتفحص عن خبره ويكتب إليه بصحة الأمر [١٤٤ أ] فيه.
قال : فوافينا قرية الحدادين ، فلما قربنا من الجبل الذي هو فيه ، إذا نحن بدويبة في عظيم البغال. فلما رأتنا صعدت في الجبل. قال : وإذا طيور بيض كبار أكبر من النعام في خلق الفصلان. وإذا قلة الجبل مغشاة بالثلج ، وإذا دود وعظام مثل الجذوع تنحط من ذلك الثلج ، فإذا انفصلت الدودة عن الثلج وانحدرت إلى القرار وانسابت على الحجارة انفقأت فسال من جوفها مثل الساقية. فإذا كان ذلك
__________________
(١) في الأصل : رمحين.
(٢) ولي طبرستان والرويان ودنباوند عام ٢٠٧ ه ثم توفي عام ٢١١ ه (الطبري ٨ : ٥٩٦ ، ٦١٨). وعليه فإن العمر لم يمتد به حتى عام ٢١٧ لينفذ رغبة المأمون المزعومة. نعم يمكن أن يكون ابنه هو المقصود حيث ولي طبرستان بعد وفاة أبيه وظل فيها ست سنوات (تاريخ طبرستان ٢١١). أما محمد بن إبراهيم فهو العلوي الذي ذكره الطبري في تاريخه (٩ : ٢٧٣) ضمن حوادث تتعلق بطبرستان جرت عام ٢٥٠ ه.