فلا تزال مدى الأيام صورته |
|
تحنّ شوقا إليها العجم والعرب |
وقال أبو الحسن العجلي في صورة شبديز :
أباح للطرف السهاد والسهر |
|
ووكّل الجفن بماء منهمر |
طيف سرى وهنا لريّا فظهر |
|
يا حبّذا الطارق في وجه السحر |
في الليل يبدو والنهار يستتر |
|
تلك التي تزري بشمس وقمر |
وغرة زاهرة تغشي القمر |
|
حال بهاها الجمال فقطر |
شبّهتها حين تبدّت في حفر |
|
شيرين في حسن اعتدال وقدر |
كأنّما تنفث سحرا مستمر |
|
تكاد تسبي ناظراها من نظر |
بطرّة مشرقة من الطرر |
|
وحاجب خطّ بمسك فشطر |
وشاهد عقرب في الخدّ النضر |
|
ما أن به من ندب ولا أثر |
لولا الذي من أنف شيرين كسر |
|
شلت يدا آمره والمؤتمر |
لقد أتى بفعله إحدى الكبر |
|
ما كان أقوى قلبه حين جسر |
ويل أمّه لقد تعاطى فعقر |
|
فجاءه أمر الأمير فحبر |
وعمّر البهو وقد كان دثر |
|
وهي كهاتيك ولكن من حجر |
كسرى وشيرين وشيخ ذو كبر |
|
عليهم التيجان من فوق الوفر |
تسقيهم شيرين راحا بقدر |
|
في البهو والبهو عليه محتجر |
يحثّهم مدجّج على ظهر |
|
منصلت حربته ذات شرر |
كأنّما يطرد مهدوب الوبر |
|
أو الشبيهات يعيران البقر |
لا الزام إنسيا ولا الطرف أغر |
|
عادته صيد الظباء والعفر |
والترس في يمناه لما يستتر |
|
شاكي السلاح كالكميّ المنكدر |
كأنما الدرع عليه قد سمر |
|
وعن يمين البهو نهر قد زخر |
فيه صنوف الصيد من بحر وبر |
|
والفلك والنون فيه منشمر |
وفارس عن الشمال مستدر |
|
تكاد أن تنبض يمناه الوفر |