وإذا روّح الرعاء فلا |
|
تنس دواعي فواقد الأولاد (١) |
وقال فيها أيضا :
سقى الله ما والى المصيف وما انطوى |
|
على سرّمرّى مستهلّا مبكرا |
فلم أر أيّاما تسرّ قصارها |
|
أسرّ من الأيام فيها وأقصرا |
بلاد خلت من كل ريب فلا ترى |
|
بلادا توازيها غذاء ومنظرا |
أصبّ بمشتاها ولين مصيفها |
|
ورقّة فصليها إذا الأفق أسفرا |
كأنّ حصاها بثّ في عرصاتها |
|
فرائد مرجان ودرّا مسطّرا |
تريك إذا الوسمي جاد متونها |
|
وعاد عليهنّ الوليّ فأمطرا |
رياضا تحار العين في جنباتها |
|
إذا صفّر الأرض الربيع وحمّرا |
كأنّ بها في كلّ فجّ سلكته |
|
نمارق زرياب ووشيا محبّرا |
تراعى بها عفر الظباء سواكنا |
|
أوامن في أكنافها أن تنفّرا |
سكن إلى جار حماهنّ رأفة |
|
فمدّ حمى من دونهنّ وحيّرا |
كفاهنّ روعات الطراد ذمامه |
|
فما تعرف الطرّاد إلّا تذكرا |
يهادين بالحيرين من كل مذهب |
|
حدائق جنّات وماء مفجّرا |
كأنّ مرابيع السجال خلالها |
|
نجوم تهادى منجدات وعوّرا |
تراهنّ من فرط المراح شوامخا |
|
من العجب ما يمشين إلّا تبخترا |
فلا برحت دار الإمام بغبطة |
|
ولا زال شانيها بأصلد أوعرا |
تخيّرها دون البقاع موفّق |
|
أصاب طريق الرشد فيما تخيّرا |
[٧٥ ب] وكان المتوكل قد انتقل من سرمرى إلى الجعفري وانتقل معه عامة أهل سرمرّى حتى كادت أن تخلو. فقال في ذلك أبو علي البصير :
إنّ الحقيقة غير ما تتوهّم |
|
فاختر لنفسك أيّ أمر تعزم |
__________________
(١) في ياقوت (رواعي فراقد) ولا معنى لها.