وقال الهيثم بن عديّ : لم يقدم الكوفة أحد إلّا أحدث في هذا القصر شيئا ، يعني الخورنق ، فلمّا قدمه الضحّاك بن قيس بناه وعمره ، فدخل عليه شريح القاضي فقال : أبا أميّة أرأيت بناء قطّ أحسن منه؟ قال ، نعم ، قال : كذبت وأيّ بناء رأيته أحسن منه؟ قال : السماء. قال : وعن السماء سألتك أقسم لتسبّنّ أبا تراب (١). قال : لا أفعل. قال : ولم؟ قال : لأنّا نعظّم أحياء قريش ، ولا نسبّ موتاها ، قال : جزاك الله خيرا.
وأنشد لعليّ بن محمّد العلويّ (٢) :
كم وقفة لك بالخور |
|
نق لا توازى بالمواقف |
بين السّدير إلى الغدي |
|
ر إلى ديارات الأساقف |
فمدارج الرّهبان في |
|
أطمار خائفة وخائف |
دمن كأنّ رسومها |
|
يكسين أعلام المطارف |
|
||
وكأنّما غدرانها |
|
منها عشور من مصاحف |
وكأنّما أنوارها |
|
تهتزّ بالرّيح العواصف |
يلقى أواخرها أوا |
|
ئلها بألوان الرفارف |
بحريّة شتواتها |
|
برّيّة منها المصايف |
درّيّة الحصباء كا |
|
فوريّة منها المشارف |
قصّة الغريّين
وبها الغريّان بناهما المنذر بن امرئ القيس ، وهو ابن ماء السماء ، وكان سبب ذلك أنه كان له نديمان من بني أسد خالد بن نضلة وعمرو بن مسعود وأنهما
__________________
(١) أبو تراب هو الإمام علي بن أبي طالب. وعن الضحاك انظر الطبري ٥ : ١٣٥ والغارات للثقفي ٢ : ٤٢١. أما شريح فقد كان قاضيا للإمام علي ثم أصبح قاضيا أيضا سنين طويلة في الحكومة الأموية.
(٢) الكوفي الحماني (معجم البلدان ٢ : ٤٩٣) مادة (الخورنق).