فقال الحسن بن زيد : يا أبا بكر لا تغالب أهل الكوفة ولا تفاخرهم ، فإنهم أكثر فقهاء وأشرافا منكم.
فقال أبو بكر : معاذ الله أنّى يكون هذا وما كان فيهم شريف إلّا وفينا أشرف منه ، وما كان في تميم الكوفة مثل الأحنف في تميم البصرة ، ولا في عبد القيس الكوفة مثل الحكم بن الجارود في عبد القيس البصرة ، ولا كان في بكر الكوفة مثل مالك بن مسمع في بكر البصرة ، ولا كان في قيس الكوفة مثل قتيبة بن مسلم في قيس البصرة.
قال ابن عيّاش : زدنا يا أبا بكر إن وجدت مزيدا ، فعندنا أضعاف ما ذكرت ومن أنت ذاكره إن شاء الله.
قال أبو بكر : كفى بهذا فخرا وعزّا وشرفا.
فقال ابن عيّاش : قطع بك يا أبا بكر ، إنما أهل البصرة مثل نظام البعر المستوي واسطته درّة فهي فيهم مشهورة ، وأهل الكوفة مثل نظيم الدرّ فواسطته منه لها أشباه كثيرة ، ذكرت الأحنف في تميم البصرة وفي تميم الكوفة محمّد بن عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس رهن قوسه عن جميع العرب ، والنعمان ابن مقرّن صاحب النبيّ (صلى الله عليه وسلم) ، المقدّم على جميع جيوش المسلمين أيّام عمر بن الخطّاب ، وحسّان بن المنذر بن ضرار من بيت ضبّة ، وسيّدها عتّاب بن ورقاء جواد العرب ، وشبث بن ربعيّ التميميّ قائد أهل البصرة وسائقهم مع مصعب بن الزبير ، وعكرمة بن ربعيّ التميميّ الذي قيل فيه :
وعكرمة الفيّاض ربّ الفضائل
فهؤلاء سادة تميم الكوفة ، والعجب لفخرك بمالك بن مسمع في بكر بن وائل على مصقلة بن هبيرة ، وقد أقرّ بين يدي عليّ بن أبي طالب بشرفه وفضله ، ومنهم خالد بن معمّر وشقيق بن ثور السّدوسيّ وسويد بن منجوف وحريث بن جابر والحصين بن المنذر ومحدوج المخزوميّ ويزيد بن رويم الشيبانيّ والقعقاع بن شور الذهليّ ، وأما فخرك بقتيبة بن مسلم فما أنت وذاك ، إنما هو