قالوا : ومن عجائبنا : الجبل الذي بآمد ، يراه جميع أهل البلدة فيه صدع ، فمن انتضى سيفه فأولجه فيه وقبض على قبيعته بجميع يديه اضطرب السيف في يديه ، وأرعد القابض. وإن كان أشدّ الناس. وفيه أعجوبة أخرى : أنه متى يحكّ بذلك الجبل سكّين ، أو حديد ، أو سيف ، حمل ذلك السيف والسكّين الحديد وجذب الإبر والمسالّ بأكثر من جذب المغناطيس. وأعجوبة أخرى : أن ذلك الحجر نفسه لا يجذب الحديد فإن حكّ عليه سكّين ، أو سيف جذب الحديد. وفيه أعجوبة أخرى : وذلك أنه لو بقي مائة سنة لكانت تلك القوّة قائمة فيه.
وبالرقّة دهن الخطّارة ، وفيه أعجوبة وذلك أنه لا يتّخذ إلّا في حانوت بها معروف ، فإن اتّخذ في غيره من الحوانيت فسد وخاصّيّته أنه نافع للرياح والنقرس.
قالوا : ومخرج الخابور من رأس العين ، ويستمدّ من الهرماس ، ويصبّ في الفرات ، ومخرج الثرثار من الهرماس ، ويمرّ بالحضر ، ويصبّ في دجلة قالوا : ولنا الأفراس الجزيريّة.
وسأل معاوية ابن الكوّاء (١). عن أهل الكوفة فقال : أبحث الناس عن صغيرة وأضيعهم لكبيرة ، قال : فأخبرني عن أهل البصرة. قال : غنم وردن جميعا ، وصدرن شتّى. قال : فأخبرني عن أهل الحجاز. قال : أسرع الناس إلى فتنة ، وأضعفهم فيها ، وأقلّهم غناء. قال : فأخبرني عن أهل الموصل. قال : قلادة أمة فيها من كلّ خرزة. قال : فأخبرني عن أهل الجزيرة. قال : كناسة بين المصرين ، ثم سكت معاوية. فقال ابن الكوّاء : لتسألني أو لأخبرنّ أو ما عنه تحيد ، قال : أخبرني عن أهل الشام قال : أطوع الناس لمخلوق ، وأعصاهم لخالق لا يدرون ما بعده.
__________________
(١) هو عبد الله بن أوفى اليشكري ممن كان في جيش الإمام علي وخرج عليه بعد موقعة صفين (الطبري ٥ : ٦٣ ، ٦٥) وقصة وفوده على معاوية ذكرها الطبري (٥ : ٢١٢). إلّا أنه لم يذكر هذا الحديث.