بالفقه. ورأيت له كتاب (السنن) و (معجم الصحابة) ما رأيت شيئا أحسن منه. ولد سنة ثمان وثلاثمائة وتوفي في سادس عشر ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين» (١). وقد نصّ مترجموه على أن له رحلة لقي بها أبا سعيد أحمد بن محمد بن الأعرابي بمكة (٢).
وممن روى عن ابن الفقيه : أبو بكر بن روزبه. وهو عبد الله بن أحمد بن خالد بن روزبه ، أبو بكر الفارسي الكسروي المتوفى عام (٣٩٢ ه) (٣).
والذي يهمنا من جميع من ذكرنا أنه إذا كان قد سمع من ابن أبي السري في نفس السنة التي توفي فيها أي ٢٤٠ ه على أضعف الاحتمالات وكان عمره آنذاك ١٠ سنوات وهو سن لا بأس به لتحمل الحديث. وكان أبو بكر أحمد بن علي بن لال قد سمع من ابن الفقيه وعمره ـ أي عمر بن لال ـ ١٠ سنوات أي في العام ٣١٨ ه ، فيكون ابن الفقيه حياً في السنوات الواقعة بين ٢٣٠ و ٣١٨ ه على الأقل. وعليه ، فإن ما ذكره ياقوت من أن ابن الفقيه كان حيا في حدود عام ٣٤٠ ه (٤) يثير الشكوك. وقد يكون خلط بينه وبين أحمد بن محمد بن إسحاق الشاشي الفقيه الذي توفي عام ٣٤٤ ه (٥).
ويثار تساؤل آخر وهو : إذا كان ابن الفقيه قد بقي حيا إلى ما بعد العام
__________________
(١) تاريخ الذهبي ٢٧ : ٣٥٤. وقال في سير أعلام النبلاء ١٧ : ٧٦ أنه ولد عام ٣١٨ ه. وفي تذكرة الحفاظ ٣ : ١٠٢٧ أنه عمّر تسعين سنة. وفي التعبر ٢ : ١٩٣ عاش تسعين سنة وتوفي عام ٣٩٨ ه.
وفي تاريخ التراث العربي المجلد الأول ، الجزء الأول ص ٤٥١ أنه يوجد له كتاب في الحديث بالمكتبة الظاهرية. ونرجح أن الصحيح في ولادته هو عام ٣٠٨ لأنه عاش تسعين عاما كما قال مترجموه.
(٢) تذكرة الحفاظ ٣ : ١٠٢٧ وسير أعلام النبلاء ١٧ : ٧٦ وتاريخ الذهبي ٢٧ : ٣٥٤.
(٣) تاريخ الإسلام ٢٧ : ٢٦٥.
(٤) معجم البلدان ١ : ٧٨٧.
(٥) تاريخ بغداد ٤ : ٣٩٢.