وفيه أيضا ، عنه عليهالسلام : «إنّما سمّيت بكّة بكّة لأنّ الناس يبكّون فيها. (١)
أقول : أي يزدحمون.
وفيه عن الباقر ـ عليهالسلام ـ : «إنّما سمّيت مكّة بكّة ، لأنّه يبكّ بها الرجال والنساء ، والمرأة تصلّي بين يديك وعن يمينك وعن شمالك وعن يسارك ومعك ولا بأس بذلك ، إنّما يكره في سائر البلدان». (٢)
أقول : لعلّ الشمال بمعنى الخلف ، بقرينة ذكر اليسار معه.
وفيه عن الباقر ـ [عليهالسلام] ـ أيضا قال : «لمّا أراد الله تعالى أن يخلق الأرض أمر الرياح ، فضربن متن الماء حتّى صار موجا ، ثمّ أزبد فصار زبدا [واحدا] ، فجمعه في موضع البيت ، ثمّ جعله جبلا من زبد ، ثمّ دحى الأرض من تحته ، وهو قول الله : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً) فأوّل بقعة خلقت من الأرض الكعبة ، ثمّ مدّت الأرض منها». (٣)
أقول : والأخبار في دحو الأرض من تحت الكعبة وخلق الأرض من زبد الماء كثيرة ، (٤) ولا برهان يدفع ذلك سوى ما يبتنى على كون الأرض عنصرا قديما ، أحد العناصر الأربعة ذي مكان طبيعي ، وهو مزيّف ومحلّه غير هذا المحلّ ، وهذا تفسير ما يلوح من الروايات : أنّ الكعبة هي أوّل بيت في الأرض ،
__________________
(١). علل الشرائع ٢ : ٣٩٧ ، الحديث : ١.
(٢). علل الشرائع ٢ : ٣٩٧ ـ ٣٩٨ ، الحديث : ٤.
(٣). لم نجده في علل الشرائع ، ولكن روي في من لا يحضره الفقيه ٢ : ٢٤١ ، الحديث : ٢٢٩٦ ؛ تفسير القمي ٢ : ٦٩ ، إلى الآية ؛ وفي تفسير العيّاشي ١ : ١٨٦ ، الحديث : ٩١ ، مع تفاوت.
(٤). راجع : الكافي ٤ : ١٩٧ الحديث : ١ ؛ من لا يحضره الفقيه ٢ : ٢٤٩ الحديث : ٢٣٢٥ ؛ الأمالي للصدوق : ٦١٦ ، الحديث : ٤ ؛ الاحتجاج ٢ : ٣٣٥ ؛ الإرشاد ٢ : ١٩٩ ؛ التوحيد : ٢٥٣ ، الحديث : ٤ وغيرها.