المضيء لمورد
يفقده وينزع ذلك عن مورد تلبّس به ، وكذلك الحيّ والميّت لو لم يجد الإنسان إلّا
أحدهما فقط لم يمكنه التصديق بخروج أحدهما من الآخر ، كالنبات الحيّ والحيوان
الحيّ من الأرض الميتة وبالعكس ، كالفضلات الميتة مثل الصمغ من الشجرة ، ومثل
ولادة المؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن ، فقد سمّى الله تعالى الإيمان والكفر
: حياة وموتا ، قال تعالى : (أَوَمَنْ كانَ
مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ
مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها).
ومن الشواهد عليه
: الرزق بغير حساب ، فإنّ الرزق بحساب فيه شائبة الإقتضاء والإيجاب ، بخلاف الرزق
بغير حساب ؛ فإنّه إنّما يكون عن ملك طلق إتيانه بالمشيّة ونزعه بالمشيّة.
وفي المجمع في
الآية ، قيل : معناه : يخرج المؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن. قال : وروي ذلك
عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهماالسلام ـ.
أقول : وروى قريبا منه الصدوق ، عن العسكري ـ عليهالسلام ـ ، وهو من قبيل عدّ المصداق والجري.
قوله سبحانه : (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً)
حكم التقيّة
والسياق يعطي أنّ تجويزها مقصور على الظاهر فقط ، ولذلك عقّب الآية بقوله : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ) إلى قوله ثانيا : (وَيُحَذِّرُكُمُ
اللهُ نَفْسَهُ).
__________________