اتَّقُوا اللهَ) (١) على كلّ طائفة من المؤمنين الموجودين في الأعصار المتأخّرة عن عصر التخاطب ، وكانطباق آيات الجهاد على جهاد النفس ، ونحو ذلك. كما في تفسير العيّاشي عن أبي جعفر ـ عليهالسلام ـ في حديث قال : ولو أنّ الآية إذا نزلت في قوم ثمّ مات اولئك القوم ماتت الآية ، لما بقي من القرآن شيء ، ولكنّ القرآن يجري أوّله على آخره ما دامت السماوات والأرض ، ولكلّ قوم آية يتلونها ، هم منها من خير أو شرّ. (٢)
وفي المعاني عن حمران بن أعين ، قال : سألت أبا جعفر ـ عليهالسلام ـ عن ظهر القرآن وبطنه ، فقال : ظهره : الذين نزل فيهم القرآن ، وبطنه : الذين عملوا بأعمالهم ، يجري فيهم ما نزل في اولئك. (٣)
أقول : وهو عليهالسلام وإن عدّ الجري بطنا لكنّه من التنزيل دون التأويل ، فقد عرفت كون كلّ منهما ذا مراتب ، كما في تفسير العيّاشي عن جابر ، قال : سألت أبا جعفر ـ عليهالسلام ـ عن شيء في تفسير القرآن فأجابني ، ثمّ سألته ثانية ، فأجابني بجواب آخر ، فقلت : جعلت فداك ، كنت أجبت في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم؟ فقال لي : يا جابر! إنّ للقرآن بطنا وللبطن بطن ، و [له] ظهر ، وللظهر ظهر ، يا جابر! وليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن ، إنّ الآية يكون أوّلها في شىء وآخرها في شيء ، وهو كلام متّصل يتصرّف على وجوه. (٤)
__________________
(١). البقرة (٢) : ٢٧٨.
(٢). تفسير العيّاشي ١ : ١٠ ، الحديث : ٧.
(٣). معاني الأخبار : ٢٥٩ ، الحديث : ١.
(٤). تفسير العيّاشي ١ : ١٢ ، الحديث : ٨ ؛ المحاسن ٢ : ٣٠٠ ، الحديث : ٥ ؛ بحار الانوار ٩٢ : ٩٥ ، الحديث : ٤٨.