أقول : إشارة إلى قوله تعالى : (وَما أَنْفَقْتُمْ
مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ).
وروى الصدوق عن
أبي عبد الرحمن قال : «قلت لأبي عبد الله ـ عليهالسلام ـ :
إنّي ربّما حزنت ،
فلا أعرف في أهل ولا مال ولا ولد ، وربّما فرحت ، فلا أعرف في أهل ولا مال ولا ولد
، فقال : إنّه ليس من أحد إلّا ومعه ملك وشيطان ، فإذا كان فرحه كان من دنوّ الملك
منه ، وإذا كان حزنه كان من دنوّ الشيطان منه ؛ وذلك قول الله تبارك وتعالى : (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ) إلى آخر الآية».
أقول : وروى قريبا منه العيّاشي في تفسيره.
قوله سبحانه : (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ)
في تفسير العيّاشي
عن الباقر ـ عليهالسلام ـ قال : «المعرفة».
وفيه عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : «إنّ الحكمة : المعرفة والتفقّه في الدين».
أقول : الحكمة هي المتقن من العلم ، وإذ لا إتقان فيما فيه شوب
الشكّ كانت المعارف الظنّيّة غير حكم ، ولا جدوى فيما يزول ويفنى ، فلا إتقان في
العلوم الدنيويّة ، فهي أيضا غير حكم ، فانحصرت في العلوم الحقيقيّة المتعلّقة
باصول معارف الدين والعلوم المتعلّقة بالفروع الدينيّة ؛ كما فسّر في الرواية.
فما في الكافي عن
الصادق ـ عليهالسلام ـ في الآية ـ قال : «طاعة الله ومعرفة
__________________