مقرونة بما يصلح للقرينية وهذا مانع عن انعقاد الظهور في المدعى ويؤيد ما ذكر ما ورد من النص في ذيل الآية الكريمة لاحظ ما رواه علي بن ابراهيم : أنها نزلت في عبد الله بن ابي وأصحابه الّذين قعدوا عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من يوم احد فكان إذا ظفر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالكفار قالوا له : (أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ) واذا ظفر الكفار قالوا : (أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ) ان نعنيكم ولم نعن عليكم قال الله : (فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً)(١) وما رواه ابن بابويه قال : حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رحمهالله قال : حدثني أبي قال : حدثني أحمد بن علي الانصاري عن أبي الصلت الهروي عن الرضا عليهالسلام في قول الله جل جلاله (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) قال : فانه يقول : ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين حجة ولقد اخبر الله تعالى عن كفّار قتلوا نبيهم بغير الحق ومع قتلهم ايّاهم لم يجعل الله لهم على أنبيائه عليهمالسلام سبيلا (٢) اضف الى ذلك ان كلمة (لن) تدل على النفي في المستقبل فالآية ترتبط بالمستقبل ولا ترتبط بزمان تشريع الأحكام فلا تلائم ما ادعي في المقام من ان الآية الشريفة في مقام نفي علو الكافر على المسلم في عالم التشريع فانه لو كان كذلك لكان المناسب ان يقال لم يجعل الله والحال أن المذكور قوله تعالى : (لَنْ يَجْعَلَ اللهُ).
الوجه الثاني : قوله عليهالسلام الإسلام يعلو ولا يعلى عليه (٣) بتقريب ان المستفاد من الحديث ان الإسلام أعلى من كل شيء فيكون المسلم دائما وفي جميع الشؤون أعلى من الكافر.
__________________
(١) تفسير البرهان : ج ١ ص ٤٢٣ الحديث ١.
(٢) نفس المصدر الحديث ٢.
(٣) الفقيه : ج ٤ ص ٢٤٣ الحديث ٧٧٨.