بان تعطفهم الى دعوته وتحسن ظنهم به وبها. وهي ذات الصلة التي كانت بين محمد ص وآله وبين قومه الذين وقفوا في طريق دعوته وجاهروه العداء والخصومة.
والاحقاف جمع حقف. وهو الكثيب المرتفع من الرمال. وقد كانت منازل عاد على المرتفعات في جنوب الجزيرة ـ يقال انها حضرموت ـ ولم يكن هود اول رسول من ربه. (وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ) قريبا منه وبعيدا عنه في الزمان وفي المكان. فالرسل متصلة وممتدة. والامر ليس بدعا وغريبا. فهو متكرر ومألوف. (قالُوا أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا) قبحا لسوء الظن وعدم التدبر. واستعجال العذاب الذي ينذرهم به. والاستهزاء والتكذيب والاصرار على الباطل والضلال
(قالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ) انما انذركم بالعذاب كما كلفت أن أنذركم ولست أعلم متى يأتيكم العذاب. ولا كيف يكون شكله فعلم ذلك عند الله تعالى. وانما أنا مبلغ عن الله. لا ادعي علما ولا قدرة مع الله.(وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ). وتحمقون (فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ) تقول الروايات. انه أصاب القوم حر شديد واحتبس عنهم المطر. ودخن الجو حولهم. من شدة الحر والجفاف. ثم ساق الله سحابة ففرحوا بها فرحا شديدا. وخرجوا يستقبلونها في الاودية. وهم يحسبون فيها الماء والحياة. واذا فيها العذاب والدمار (بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها).
والنص القرآني يصور الريح صورة مدركة مأمورة بالتدمير. وهي الحقيقة الكونية. التي يحفل القرآن باشعارها للنفوس. فهذا الوجود حي وكل قوة من قواه واعية. والانسان احدها. وحين يؤمن حق الايمان وينفتح قلبه بنور خالقه الذي يقذفه فيه حينئذ. يستطيع