بحساب احسن الاعمال والسيئات مغفورة بالتوبة والانابة. والمآل الى الجنة التي فيها ما تشتهي الانفس. (وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما) فهذا الولد فاسق وابواه تقيان مؤمنان. فيخاطبهما بالتأفف الجارح وهما يريدان له الحياة السعيدة المنحصرة برضا الله والجنة. (أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ) والقول هو العقاب الذي ينال المجرمين المكذبين (إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ) وأية خسارة اكبر من خسارة رضا الله والجنة الخالدة.(وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا) فلكل فرد درجته. ولكل فرد عمله. في حدود ذلك الاعمال. في جزاء كل فريق. فريق في الجنة ونعيمها. وفريق في جهنم ولهيبها الدائم. (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ) المشهد سريع حاسم. ولكنه يتضمن لفتة عميقة. انه مشهد العرض على النار. فقد كانوا يملكون الطيبات ولا يؤدون شكر خالقها ويستعينون بها على عصيانه ومخالفة قانونه. ومن ثم كانت لهم دنيا ولم تكن لهم آخرة. (فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ) كل عبد يستكبر على سيده فهو مستكبر على الحق والعدالة. وسيلاقي جزاءه في عذاب الهون. (فان العزة لله ولرسوله وللمؤمنين لا غير).
(وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (٢١) قالُوا أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٢) قالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ وَأُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (٢٣) فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ (٢٤) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلاَّ مَساكِنُهُمْ كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (٢٥))
البيان : أخو عاد هو هود (ع) يذكره القرآن هنا بصفة الاخوة لقومه. ليصور لهم صلة الود بينه وبينهم وصلة القرابة التي كانت كفيلة