خفي. يزاوله الكثيرون وهم لا يشعرون. والمسؤولية على عاتق علماء السوء المفتون بهم.
(وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ (٦) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (٧) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٨) قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى إِلَيَّ وَما أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٩) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠))
البيان : يبدأ الحديث عن قضية الوحي بترذيل مقولتهم عنه. واستنكار استقبالهم له. وهو آيات (بينات) لا لبس فيها ولا غموض. ولا شبهة فيها ولا ريبة. ثم انه (الحق) الذي لا مرية فيه وهم يقولون لتلك الايات ولهذا الحق (هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) وشتان بين الحق والسحر وهما لا يختلطان ولا يقع بينهما لبس أو اشتباه.
وهكذا يبدأ الهجوم منذ البدء على تقولهم الظالم وادعائهم القبيح الذي لا يستند الى شبهة ولا دليل. ثم يرتقي في انكار مقولتهم الاخرى (افتراء) فلا يسوقها في صيغة الخبر بل في صيغة الاستفهام كأن هذا القول لا يمكن ان يقال : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ).
ويلقن الرسول ص وآله ان يرد عليهم بأدب النبوة. الذي ينم عن حقيقة شعوره بربه. وشعوره (قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئاً) قل لهم كيف افترى على الله ومن ينجيني من الله ان افتريته. وانتم أعجز من أن تحموني من الله حين يأخذ المفترين عليه :
(قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ) انه ص وآله ليس أول رسول فقد