نفسه في مقام الانتقام والتدمير للعصاة المتكبرين. (فَلَمَّا آسَفُونا) أي أغضبونا (انْتَقَمْنا مِنْهُمْ) يعني فرعون وقومه الذين اطاعوه وساعدوه على طغيانه. حتى قال انا ربكم الاعلى فاغرقناهم اجمعين) (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً ..) روى عن أهل بيت النبي ص وآله عن علي (ع) : (قال جئت الى رسول الله ص وآله يوما فوجدته في ملأ من قريش. فنظر الي ثم قال : يا علي انما مثلك في هذه الامة. كمثل عيسى ابن مريم. أحبه قوم فأفرطوا في حبه فهلكوا. وأبغضه قوم فافرطوا قي بغضه فهلكوا واقتصد قوم في حبك فنجوا. فعظم ذلك على قريش فضحكوا وقالوا يشبهه بالانبياء والرسل. فنزلت هذه الآية (وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ) فقالوا يريد منا ان لا نعبد الهتنا الذين هم خير مما ذكر واذا كنا مع الهتنا في النار. فالمسيح مع النصارى الذين يعبدونه في النار فنزل : (إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ) فعيسى (ع) ليس هو آله يعبد كما تدعى النصارى انما هو عبد انعم الله عليه. وهو يتبرأ ممن عبده وقال فيه غير انه عبد الله تعالى (وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً ..) فمرد الامر الى مشيئة الله تعالى في الخلق وليس لأحد من خلقه دخل فيما اراد الخالق العظيم. فالأمر يرجع الى ارادته خاصة.
(وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١) وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٦٢) وَلَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (٦٣) إِنَّ اللهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦٤) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (٦٥))
البيان : فكانوا يشكون في الساعة. فالقرآن يدعوهم الى اليقين. وكانوا يشردون عن الهدى والقرآن يدعوهم الى اتباع محمد ص وآله ومحمد يدعو الى اتباع علي (ع) لانه هو الصراط المستقيم بعد