النبي ص وآله وبعده أبناؤه الاحد عشر اماما وكلهم معصوم والقرآن المجيد يبين لهم أن انحرافهم وشرودهم عن الحق الذي يدور مع علي (ع) حيث دار هو اثر من أتباع الشيطان. والرسول وباب مدينة علمه احق بالاتباع من حزب الضلال. (وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ .. إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) فالقرآن لا يفتأ يذكر بالمعركة الخالدة. بينهم وبين الشيطان منذ ابيهم آدم (ع). ومنذ المعركة الاولى في خروجه له من الجنة.
وأغفل الغافلين من يعلم ان له عدوا يقف له بالمرصاد. عن عمد وقصد وسابق انذار. واصرار. ثم لا يأخذه حذره من ذلك العدو الخداع الذي يأتيه من بين يديه ومن خلفه حتى يخرجه من الايمان الى الكفر ومن الطاعة الى العصيان. ثم يصدقه في غروره ويتبعه في خدعه
وقد أقام الاسلام للانسان اسبابا ان هو لزمها عجز الشيطان عن اغوائه. أولاها ولاية امام الحق علي بن ابي طالب وابنائه المعصومين من بعد النبي ص وآله عن صدق واخلاص وبعدها الالتزام باداء ما اوجبه عليه خالقه والابتعاد عما حرمه عليه وذلك حصن من دخله عجز الشيطان عن غوايته. وبذلك يكون قد حول طاقة القتال الى سلام كما قال عزوجل (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) وهذا ما يجعل من الانسان انسانا تقيا ثابتا. والذي يجعل اكبر هدف للانسان على الارض ان ينتصر على عدوه الشيطان الرجيم.
(وَلَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ) فعيسى (ع) جاء قومه بالبينات الواضحات. سواء من الخوارق التي اجراها الله على يديه أو من الكلمات التي القاها اليه. فمن الحكمة طاعة الخالق العظيم وانبيائه واوصيائه المعصومين الذين لا يخلو الارض منهم حتى تفنى الارض ومن عليها (فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا).
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٦٦) الْأَخِلاَّءُ