(نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ) والحكمة هي تدعو الى العطاء والمنع والتفاوت ولا قيمة للمال والجاه حتى يكون ميزانا للتفاوت من مخلوقات الله عزوجل.
(لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا) والمراد ان الله نوع رغبات المخلوقات. فالزارع مسخر لغيره في نتاج الزرع. والصانع مسخر لغيره في الصناعة. والتاجر مسخر لغيره في التجارة وهكذا العامل والرئيس. وكل يعمل في ما يرغب فيه ليكمل جانبا من العمران فالبنى والحايك مسخر كل واحد منهما لتتميم جهة من الحياة. وهكذا الاستاذ والمهندس والطبيب. وكل واحد يقوم بتتميم جهة ضرورية. او كمالية. وكلهم مسخرون للخلافة في الارض بهذا التفوات والاستعداد والرغبات
وأحسب أن كثيرين من دعاة الباطل يتخذون هذه الآية موضع هجوم على الاسلام لعدم فهمهم لمعناها والمقصود منها. وأحسب أن بعض المسلمين يقفون محجمين أمام هذا النص كأنما يدفعون عن الاسلام تهمة تقرير الفوارق في الرزق بين الناس.
وأحسب أنه قد آن لأهل الاسلام أن يقفوا باسلامهم مواجهة وصراحة موقف الاستعلاء المطلق. لا موقف الدفاع امام اتهام تافه. ان الاسلام يقرر الحقائق الخالدة المركوزة في فطرة هذا الوجود. الثابتة ثبات السموات والارض. ونواميسها التي لا تختل ولا تتزعزع. وطبيعة هذه الحياة البشرية قائمة على اساس التفاوت في مواهب الافراد. والتفاوت ضروري أن يؤديه كل فرد من عمل. وهذا التفاوت ضروري لتنوع الادوار المطلوبة للخلافة في هذه الارض.
وعن هذا التفاوت في الادوار يتفاوت الرزق والكفاءات. هذه هي القاعدة.