يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (١٣) إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (١٤) يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (١٥) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (١٦) وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ (١٧))
البيان : هنا تأتي الاشارة الى النشأة الاولى من التراب ـ اما الى أبينا آدم (ع) واما الى ما تتكون منه النطفة من المآكل التي أصلها من تراب الارض ـ والتراب عنصر لا حياة فيه. والنطفة عنصر فيه الحياة والمعجزة التي تنحدى المخلوقات اجمع هي مسألة الحياة. التي يعجز كل مخلوق عن معرفة كنهها وما يزال هذا سرا مغلقا على البشر. وهو حقيقة قائمة مشهودة لا مفر من مواجهتها. ونقلة غير الحي الى الحي نقلة بعيدة بعيدة. وهي اكبر وأضخم من كل ابعاد الزمان والمكان. وتأمل هذه النقلة لا ينتهي ولا يمله القلب الحي الذي يتدبر اسرار هذا الوجود العجيب. وكل سر من مراحل انتقالها أضخم من الاخر وأعجب صنعا.
فالنقلة بعد ذلك من النطفة الى العلقة. ثم الى المضغة. ثم الى الجنين حيث يتميز الذكر من الأنثى وتنحقق الصورة التي يشير اليها خالقها في القرآن المجيد (ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً) سواء كان المقصود جعلكم ذكر وانثى. او المقصود جعلكم ازواجا بعد ولادتكم وتزاوج الذكر والانثى.
أنى لك ان تتبع هذه الخلية الساذجة وهي تنقسم وتتوالد. وتتركب كل مجموعة خاصة من الخلايا المتولدة منها لتكوين عضو خاص له وظيفة معينة. وطبيعة معينة. ثم تعاون هذه الاعضاء وتناسقها وتجمعها لتكون مخلوقا واحدا على هذا النحو العجيب. ومخلوقا متميزا عن سائر المخلوقات الاخرى. بل من أقرب الناس اليه من جنسه. بحيث لا يتماثل أبدا مخلوقان اثنان وكلهم من نطفة لا تميز فيها ولا يمكن ادراكها.