الذي يستحيل وجود العز حقيقة الا بكفالته وشفايته وحمايته. فالخضوع لله عزة وعظمة للمخلوق ورفعة وكمال له. فالعزة على المخلوقين منحصرة بالخشوع والتقوى لله تعالى. ومراقبته في السر والاعلان مدى الزمان ومن هذا الخضوع والخشوع لله. ترتفع النفوس في كمالها الانساني. وتصمد لكل ما يعرض عليها في احراز رضاه. هذا هو المكان الكلم الطيب والعمل الصالح من الحديث عن العزة ومصدرها الاول ومالكها الوحيد. وهي الصلة بين الخالق ومخلوقاته. التي من نالها سعد في الدنيا والآخرة وذلك هو الفوز العظيم.
(وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ). يمكرون يعني يدبرون. ولكنه عبر بها لغلبة استعمالها في المكائد والمظالم. فهؤلاء لهم عذاب شديد فوق مكرهم ومكرهم بائر يبور ويدمر عليهم ما يرغبون وغايتهم من هذا المكر الوصول الى العزة الباطلة والغلبة الموهومة. حيث يتخيل لهم أنهم الاعلون وهم الاسفلون وانهم الاعزاء وهم الاذلون. وانهم الاقوياء وهم الواهنون.
والعمل الصالح هو الذي يرفعه الله اليه ويرفع صاحبه معه. وبذلك تحصل العزة الرفيعة الثابتة كمصدرها الثابت الغير قابل للتغيير. بل هي دائما وابدا في نمو وارتفاع وكمال وجمال.
(وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (١١) وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما