الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ) هذه هي السنة المقررة. فالحق أصيل في طبيعة الكون. عميق في تكوين الوجود. والباطل يأتي من أهل الفساد (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ) : لقد خلق الله عزوجل هذا الكون لحكمة. لا لعبا ولا لهوا ولا عبثا. بل خلقه لحكمة بالغة. فالجد أصيل في طبيعة هذا الكون وتكوينه أصيل في العقيدة التي أرادها الله للناس. أصيل في الحساب الذي يأخذهم به بعد الممات.
(أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (٢١) لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا فَسُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (٢٢) لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ (٢٣) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٤) وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ (٢٥)
وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ (٢٦) لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (٢٧) يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (٢٨) وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (٢٩) أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ (٣٠))
البيان : السؤال عن اتخاذهم آلهة. هو سؤال استنكاري للواقع منهم. وفيه تهكم على تلك الالهة التي اتخذوها. فمن أول صفات الاله الحق أن يحيي ويميت. فهل الالهة التي اتخذوها تقدر على ذلك. ذلك منطق الواقع المشهود. والمستمد من واقع الوجود (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا).
فالكون قائم على ناموس واحد يربط بين أجزائه جميعا. هذا الناموس الواحد من صنع ارادة واحدة لإله واحد. فلو تعددت الذوات لتعددت الارادات ، والنواميس وحصل الفساد بالضرورة. تبعا لفقدان التناسق (فَسُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ). (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ