فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ (١٩) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ (٢٠))
البيان : القصم هو أشد حركات القطع. والعنف والتحطيم. والقضاء الحاسم على القرى التي ظلمت. فاذا هي مدمرة محطمة :
(وَأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ).
وهي عند القصم يوقع الفعل على القرى ليشمل ما فيها. ومن فيها. لاشتراكهم بالفعل والرضى. (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ) يسارعون بالخروج من القرية ركضا وعدوا.
(قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ) ولكن لقد فات الاوان. فليقولوا ما يشاؤون فانهم غير متروكين حتى يقضي الامر وتخمد الانفاس. (فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ). فيا له من حصيد. لا حركة فيه ولا حياة. وكان منذ لحظة يموج بالحركة وتضطرب فيه الحياة. (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ) ومتى كان المسيطر على الوجود كله يسأل. ومن ذا الذي يسأله. (وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ).
ان الخلق ليستبد بهم الغرور احيانا فيسألون سؤال المنكر المتعجب : ولماذا صنع الله كذا. وما الحكمة في هذا الصنيع. وكأنما يريدون ان يقولوا انهم لا يجدون الحكمة وهم جاهلون. ان الذي يعلم كل شيء ويدبر كل شيء ويسيطر على كل شيء. هو الذي يدرك الحكمة والسبب وثبوت حكمه دليل على عدم العبث فيما اراد واوجد.(لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ).
انما هو الناموس المقرر ، والسنة المطردة ، فلا يكون هناك لهو ولا عبث في كل ما يفعله العقلاء والحكماء. فكيف بمن خلقهم وكونهم. وانما يكون هناك جد وحق فيغلب الحق الباطل. (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى