(وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً (٩٩) وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً (١٠٠) الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً (١٠١) أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً (١٠٢))
البيان : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ) : التاريخ المدون يعرف ملكا اسمه اسكندر ذي القرنين. ومن المقطوع به انه ليس ذا القرنين المذكور في القرآن. فالاسكندر الاغريقي كان وثنيا. وهذا الذي يتحدث عنه القرآن مؤمن بالله وحده معتقدا بالبعث والاخرة.
ويروى : ان ذا القرنين المذكور في القرآن المجيد كان حميري من حمير. واسمه ابو بكر ابن افريقش. وكان يلقب كل ملك به من ملوك حمير (بِذِي) مثل ذي نواس. وذي يزن) وغيرهما. ويرون أن ذا القرنين هذا رحل بجيوشه الى ساحل البحر الابيض المتوسط. فمر بتونس ومراكش وغيرهما وبنى مدينة افريقية القارة كلها باسمه. وسمى ذا القرنين لأنه بلغ قرني الشمس المطلع والمغرب ـ هذا فيه مسامحة لان المطلع والمغرب ليسا بمحدودين حتى يبلغا.
وقد يكون هذا القول صحيحا ولكننا لا يمكن التعويل عليه لعدم القدرة على تمحيصه. لان التاريخ المدون شأنه شأن كثير من القصص ، فالتاريخ مولود حديث العهد جدا. بالقياس الى عمر البشرية. وقد جرت قبل هذا التاريخ المدون احداث كثيرة لا يعرف عنها شيئا. وقد أشبعنا التفاصيل عن ذي القرنين في الجزء الاول من هذا الكتاب (ما ذا في التاريخ) (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ) لقد مكن الله تعالى له في الارض فأعطاه سلطانا وصيد الدعائم ويسر له أسباب الحكم والفتح وأسباب البناء والعمران. وأسباب السلطان والمتاع (فَأَتْبَعَ سَبَباً) ومضى في وجه ما هو ميسر له. وسلك طريقه الى المغرب. (حتى بلغ مغرب الشمس).