عَلَوْا تَتْبِيراً (٧) عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً (٨))
البيان : وهذا القضاء أخبار من الله تعالى لهم بما سيكون منهم حسب ما وقع في علمه الالهي من مآلهم. لا انه قضاء قهري عليهم. وانما هو نتيجة أفعالهم واختيارهم. فالله سبحانه يستحيل ان يلزم عباده بالفساد او أن يرضى منهم أولهم الفساد. (قُلْ إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ).
ولقد قضى الله لبني اسرائيل في الكتاب الذي آتاه لموسى انهم سيفسدون في الارض مرتين وانهم سيعلون في الارض المقدسة ويسيطرون. وكلما ارتفعوا فاتخذوا الارتفاع وسيلة للافساد. سلط عليهم من عباده من يقهرهم ويستبيح حرماتهم ويدمرهم (وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً).
فهذه الاولى عند صلبهم المسيح (ع) أو عند اقامتهم له وارادتهم صلبه حيث نجاه الله من كيدهم فأرسل عليهم بختنصر فسحقهم سحقة لم تزل آثارها حتى العصور الكثيرة.
والمفسدة الثانية التي ارتكبها اليهود ما فعلوه في فلسطين وأهلها والمسجد الاقصى وسيرسل عليهم في هذه المرة عبادا له لا يقهرهم قاهر بعون الله وذلك عند ظهور الحجة المنتظر الامام الثاني عشر من أئمة أهل بيت محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(إِنْ أَحْسَنْتُمْ ، أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها) : هذه هي القاعدة التي لا تتغير في الدنيا والاخرة. والتي تجعل عمل الانسان كله له. أو عليه بكل ثماره من خير وشر وحسن وقبح. وتجعل الجزاء ثمرة طبيعية للعمل. وتجعل الانسان مسؤولا عن نفسه ان شاء أحسن اليها وان