البيان : كانت آخر آية فيما سبق (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ ،) أما الذين أحسنوا فقد أحسنوا الاعتقاد أولا ثم أحسنوا العمل ثانيا. ثم أخلصوا في العمل وثبات العقيدة فهؤلاء لهم الحسنى جزاء ولهم زيادة من فضل الله ورضوان منه أكبر).
(فلا ترهق وجوههم قتر ولا ذلة) : القتر الغبار والسواد ، أو الحزن والضيق ، والذلة والانكسار والمهانة او الاهانة ، التعبير يوحي بان في الموقف من الزحام والهول ما يخلع آثاره على القلوب والوجوه ما لا يوصف (وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ) سينالهم عدل الله وجزاء ما كسبوا (وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) (ما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ) يمنعهم من الوصول الى البلاء أو يمنع عنهم ما يستحقون من العقاب والجزاء
(كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً) هذه صفة المكان الذي انتهوا اليه.
(أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) فبئس المصير وبئس الاختيار الذي اختاروه.
(وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ وَقالَ شُرَكاؤُهُمْ ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ (٢٨) فَكَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ (٢٩) هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٣٠))
البيان : هذه قصة الشفعاء في مشهد من مشاهد المواجهة يوم الحساب مشهد محسوس ابلغ من الاخبار المجردة ، مشهد يوري اربابه ما سيؤول اليه أمرهم قبل وقوعه. ويوري التابعين والعابدين للمخلوقين انهم لن ينفعوهم شيئا عند الضيق والحرج ، بل سيتبرأون منهم وينكرون معرفتهم أصلا.
هؤلاءهم قد حشروا جميعا الكفار والشركاء ، وهم كانوا يزعمون