هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ ما خَلَقَ اللهُ ذلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٥) إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما خَلَقَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (٦))
البيان : وهذه هي القضية الاساسية الكبرى في العقيدة ، قضية الربوبية ، فقضية الالوهية لم تكن محل انكار جدي من المشركين. فهم كانوا يعتقدون بوجود الله ـ لان الفطرة البشرية لا تستطيع التخلي عن الاعتقاد بوجود آله لهذا الكون الا في حالات نادرة منحرفة شديدة الانحراف ـ ولكنهم كانوا يشركون مع الله أربابا يتوجهون اليهم بالعبادة.
أما ليقربوهم الى الله زلفى ـ كما هو منطوق الآية : (ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى) ويكونوا لهم شفعاء عنده كما كانوا يزاولون خصائص الربوبية فيشرعون لانفسهم ما لم يأذن به الله عزوجل. واما لامور اخرى يخدعون بها السذج والبسطاء.
ان هذا الكون الهائل في سماواته وأرضه ، شمسه وقمره ، ليله ونهاره وما في السموات والارض من خلق ومن أمم ومن سنن. كلها تجري على تلك السنن.
ان هذا كله ليستجيش كل خالجة في كيان الانسان للتأمل والتدبر والتأثر حين يستيقظ مباشرة الى ايقاظ القلب والعقل لتدبر هذا الحشد من الصور والآيات :
(يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ. ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ).
اعبدوه ولا تشركوا معه غيره في جلب الخير ودفع الشر ، وتدبير الامور لانه عزوجل بيده أزمة الامور واليه يرجع الامر كله ، فان مرجعكم اليه وحسابكم عنده.