ودلالة الأخبار المستفيضة على ثبوت الواسطة بين الكفر والإيمان ، وقد أطلق عليه في الأخبار الضّلال ،
______________________________________________________
ومن المعلوم : إنّ الجمع بين الطائفتين هو : حمل المطلق على المقيّد ، ويؤيده أخبار الواسطة كما قال : (ودلالة الأخبار المستفيضة على ثبوت الواسطة بين الكفر والايمان ، وقد أطلق عليه) أي : على الوسط بين الكفر والايمان (في الأخبار : الضّلال).
فعن زرارة أبي جعفر عليهالسلام : في قول الله عزوجل : (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ)(١) قال : «قوم مشركون فقتلوا مثل : حمزة ، وجعفر ، وأشباههم من المؤمنين ، ثمّ إنّهم دخلوا في الاسلام ، ووحّدوا الله ، وتركوا الشّرك ، ولم يعرفوا الايمان بقلوبهم ، فيكونوا من المؤمنين فيجب لهم الجنّة ، ولم يكونوا على جحودهم فيكفروا فيجب لهم النّار ، فهم على تلك الحال إمّا يعذبهم وإمّا يتوب عليهم» (٢).
وعن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «ما تقول في أصحاب الأعراف؟ فقلت : ما هم إلّا مؤمنون أو كافرون ، إن دخلوا الجنّة فهم مؤمنون ، وإن دخلوا النّار فهم كافرون ، فقال : والله ما هم بمؤمنين ولا كافرين ، ولو كانوا مؤمنين دخلوا الجنّة كما دخلها المؤمنون ، ولو كانوا كافرين لدخلوا النّار كما دخلها الكافرون ، ولكنّهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فقصرت بهم الأعمال ، وإنّهم كما قال الله عزوجل ، فقلت : أمن أهل الجنّة هم أو من أهل النّار؟ فقال : اتركهم حيث تركهم الله ، قلت : أفترجئهم؟ قال : أرجئهم كما أرجئهم الله ، إن شاء أدخلهم الجنّة
__________________
(١) ـ سورة التوبة : الآية ١٠٦.
(٢) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٤٠٧ ح ١.