وإن أرادوا عدم التديّن به الذي ذكرنا وجوبه في الاعتقاديّات وعدم الاكتفاء فيها بمجرّد الاعتقاد ـ كما يظهر من بعض الأخبار الدالة على أنّ فرض اللسان القول والتعبير عمّا عقد عليه القلب وأقرّ به ، مستشهدا على ذلك بقوله تعالى : (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا) الى آخر الآية ـ فلا مانع من وجوبه في مورد خبر الواحد ، بناء على أنّ هذا نوع عمل بالخبر ، فانّ ما دلّ على وجوب تصديق العادل لا يأبى الشمول لمثل ذلك.
______________________________________________________
(وإن أرادوا) بعدم وجوب التصديق بمقتضى الخبر (: عدم التّديّن به ، الّذي ذكرنا وجوبه) أي : وجوب التدين.(في الاعتقاديات ، و) ذكرنا : (عدم الاكتفاء فيها بمجرّد الاعتقاد) القلبي (كما يظهر من بعض الأخبار الدّالة على أنّ فرض اللّسان : القول والتّعبير عمّا عقد عليه القلب وأقرّ به ، مستشهدا) الامام عليهالسلام (على ذلك) أي : على أنّ فرض اللسان : القول والتعبير عمّا عقد عليه القلب (بقوله تعالى : (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا)(١) الى آخر الآية) المباركة؟.
(فلا مانع من وجوبه) أي : وجوب التّدين (في مورد خبر الواحد) قوله : «فلا مانع» ، خبر قوله : «وأن أرادوا عدم التّدين به» فانّ إرادتهم : عدم وجوب التّدين بمثل هذا الخبر غير تام ، وقوله : «فلا مانع» ، ردّ لما أرادوه من عدم التّديّن.
وإنّما قلنا : لا مانع من وجوب التدين به (بناء على أنّ هذا نوع عمل بالخبر ، فإنّ ما دلّ على وجوب تصديق العادل لا يأبى الشّمول لمثل ذلك) فمعنى صدّق العادل : العمل بقوله ، في مورد العمل ، والتّدين بقوله ، في مورد التّدين.
__________________
(١) ـ سورة البقرة : الآية ١٣٦.