فغاية مدلولها كون عدم وجدان التحريم فيما صدر عن الله تعالى من الأحكام يوجب عدم التحريم ، لا عدم وجدانه فيما بقي بأيدينا من أحكام الله تعالى بعد العلم باختفاء كثير منها عنّا وسيأتي توضيح ذلك عند الاستدلال بالإجماع العمليّ على هذا المطلب.
______________________________________________________
خفيت علينا من جهة التقية ، أو من جهة إحراق الظالمين كتب الشيعة وقتل رواتهم ومحدّثيهم ممّا سبّب فقدنا لكثير من الأحاديث ، فعدم وجداننا ليس دليل البراءة وعدم التحريم ، فكيف يمكن قياس عدم وجداننا بعدم وجدان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ ، والى هذا أشار بقوله : (فغاية مدلولها : كون عدم وجدان التحريم فيما صدر عن الله تعالى من الأحكام ، يوجب عدم التحريم) بالنسبة الى الرسول (لا عدم وجدانه فيما بقي بأيدينا من أحكام الله تعالى) بالنسبة الينا (بعد العلم باختفاء كثير منها عنّا) فلا يقاس عدم وجدان الرسول بعدم وجداننا.
لكن يمكن الجواب عن إشكال المصنّف نقضا وحلا :
أمّا نقضا : فلأنّه لو اشكل على البراءة وعدم الاحتياط : باختفاء كثير من الاحكام ، لا شكل على عدم الاحتياط في كل الأحكام ، لاحتمالنا وجود شرائط وأجزاء للصلاة ، والصيام ، والحجّ ، والمعاملات ، وغيرها لم تصل إلينا ، فيجب علينا الاحتياط إذن في كل أمر محتمل ، وهذا ما لا يقول به أحد.
وأمّا حلا : فلأن الأحكام المختفية لا نعلم إنّها كانت من قبيل الواجبات والمحرمات.
وعليه : فالآية باقية على دلالتها من البراءة ، حتى نعلم بأنّ كل الذي اختفى علينا كان في الواجبات والمحرمات ، والمفروض عدم علمنا بذلك.
(وسيأتي توضيح ذلك عند الاستدلال بالاجماع العملي على هذا المطلب)