لكنّ الانصاف : أنّ غاية الأمر أن يكون في العدول عن التعبير من عدم الوجود الى عدم الوجدان إشارة الى المطلب.
وأمّا الدلالة فلا ، ولذا قال في الوافية : «وفي الآية إشعار بأنّ اباحة الأشياء مركوزة في العقل قبل الشرع».
مع أنّه لو سلّم دلالتها ،
______________________________________________________
عدم التكليف بالحرمة ، فانّ في العدول عن التعبير ب «ليس» الى التعبير ب «عدم الوجود» ، دلالة على كفاية مجرّد عدم الوجدان في عدم التكليف بالحرمة.
(لكنّ) المصنّف لم يرتض دلالة الآية على البراءة ، لأنّه ردّ الدلالة بقوله : و (الانصاف : انّ غاية الأمر أن يكون في العدول عن التّعبير من عدم الوجود الى عدم الوجدان اشارة الى المطلب) الذي قلناه : من إنّ عدم الوجدان يدلّ على عدم الوجود إذا كان بعد الفحص وليس صراحة في المطلب.
(وأمّا الدّلالة) الصريحة في الآية المباركة على انّ عدم الوجدان دليل على عدم الوجود (فلا ، ولذا) أي : لأجل ما ذكرناه : من عدم دلالة الآية صراحة وانّما فيه مجرّد إشارة ، لا يمكن الاستناد اليها.
(قال في الوافية) ما لفظه : (وفي الآية) مجرّد (إشعار بأنّ إباحة الاشياء) التي لا دليل على حرمتها (مركوزة في العقل قبل الشّرع) ففي الوافية جعل الآية مشعرة لا دليلا ، ومن الواضح : انّه لا يمكن استناد الاصولي الى الاشعار في ادعائه البراءة.
(مع إنّه لو سلم دلالتها) أي : دلالة الآية في نفسها فهي لا تنفعنا ، للفرق بين عدم وجدان الرّسول وعدم وجداننا ، لأنّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يعلم بعدم اختفاء حكم عليه ممّا أوحى الله تعالى اليه ، فعدم وجدان الرسول دليل البراءة ، لعدم الصدور منه تعالى ، وليس بالنسبة الينا كذلك ، فنحن نعلم بأنّه كانت أحكام في الشريعة