ومنها : قوله تعالى ، مخاطبا لنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ملقّنا إيّاه طريق الردّ على اليهود ، حيث حرّموا بعض ما رزقهم الله تعالى افتراء عليه : (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً.)
______________________________________________________
دينك فاحتط لدينك بما شئت» (١) وغيره ممّا هو ظاهر في ندبية الاحتياط لا وجوبه ، وبقرينة سياق سائر أخبار الاحتياط لهذه الأخبار ، تحمل سائر أخبار الاحتياط على الاستحباب أيضا ، فلا دليل وارد على الآيات حتى يقال : انّ الاحتياط بيان.
وبهذا البيان يرفع اليد عن ظاهر الروايات الدالة على الاحتياط ، الى غير ذلك ممّا ذكرناه في مباحث الاصول.
(ومنها) أي : من الآيات الدالة على البراءة (قوله تعالى مخاطبا لنبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم ملقّنا إيّاه) ومعلّما له صلىاللهعليهوآلهوسلم (طريق الرّد على اليهود حيث حرّموا بعض ما رزقهم الله تعالى) ، فانّ اليهود قالوا : انّ بعض الطيبات محرمة عليهم ، وكان هذا التحريم من اليهود (افتراء عليه) تعالى ، فانّه تعالى علّم الرسول كيف يرد على اليهود بقوله :
((قُلْ)) يا محمّد لليهود وغير اليهود (: (لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً ، أَوْ دَماً مَسْفُوحاً ...)(٢)) الى آخر الآية ، وحيث إنّ الآية ، المباركة في مقام ردّ اليهود ، لا في مقام حصر المحرّمات في المذكورات حصرا
__________________
(١) ـ الأمالي للمفيد : ص ٢٨٣ ، الأمالي للطوسي : ص ١١٠ ح ١٦٨ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٦٧ ب ١٢ ح ٣٣٥٠٩.
(٢) ـ سورة الأنعام : الآية ١٤٥.