لكثرة الشّبه الحادثة
في النفس والمدوّنة في الكتب ، حتّى أنّهم ذكروا شبها يصعب الجواب عنها للمحققين
الصارفين لأعمارهم في فنّ الكلام ، فكيف حال المشتغل به مقدارا من الزمان لأجل
تصحيح عقائده ، ليشتغل بعد ذلك بأمور معاشه ومعاده ، خصوصا ، والشيطان يغتنم
الفرصة لالقاء الشبهات والتشكيك في البديهيّات ، وقد شاهدنا جماعة صرفوا أعمارهم
ولم يحصّلوا منها شيئا إلّا القليل.
______________________________________________________
ذلك قديما وحديثا؟.
هذا وإنّما قال : «لا
يفيد بنفسه الجزم» (لكثرة الشّبه الحادثة في النفس ،
والمدوّنة في الكتب ، حتى انّهم ذكروا شبها يصعب الجواب عنها للمحقّقين الصّارفين
لأعمارهم في فنّ الكلام) مثل شبهة الآكل
والمأكول ، وشبهة التغيّر في علم الباري سبحانه قبل خلقه شيئا وبعد خلقه شيئا ،
الى غير ذلك.
(فكيف حال المشتغل به) أي : بالبرهان العقلي (مقدارا
من الزّمان لأجل تصحيح عقائده ليشتغل بعد ذلك بامور معاشه ومعاده) كسبا وعبادة (خصوصا
والشيطان يغتنم الفرصة لالقاء الشّبهات والتشكيك في البديهيّات).
ومن هنا نشأت
العقائد الباطلة الكثيرة من عقلاء العالم (وقد
شاهدنا جماعة صرفوا أعمارهم) في الاستدلالات العقلية ، والكتب الحكمية (ولم
يحصّلوا منها) أي : من البراهين
العقلية الصحيحة (شيئا إلّا القليل) والله الهادي الى سواء السبيل.