وقال ابن عباس : كانوا عشرة رهط (١).
الآية : ١٠٦ ـ قوله تعالى : (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ).
نزلت في كعب بن مالك ، ومرارة بن الربيع أحد بني عمرو بن عوف ، وهلال بن أمية من بني واقف ، تخلفوا عن غزوة تبوك ، وهم الذين ذكروا في قوله تعالى : (وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا) [سورة التوبة ، الآية : ١١٨] (٢).
الآية : ١٠٧ ـ قوله تعالى : (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً).
قال المفسرون : إن بني عمرو بن عوف اتخذوا مسجد قباء ، وبعثوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يأتيهم ، فأتاهم فصلى فيه ، فحسدهم إخوتهم بنو عمرو بن عوف وقالوا : نبني مسجدا ونرسل إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليصلي فيه ، كما يصلي في مسجد إخواننا ، وليصلّ فيه أبو عامر الراهب إذا قدم من الشام ، وكان أبو عامر قد ترهب في الجاهلية وتنصر ولبس المسوح ، وأنكر دين الحنيفية لما قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة ، وعاداه ، وسماه النبي عليهالسلام : أبا عامر الفاسق ، وخرج إلى الشام وأرسل إلى المنافقين أن استعدوا بما استطعتم من قوة وسلاح ، وابنوا لي مسجدا ، فإني ذاهب إلى قيصر ، فآتي بجند الروم ، فأخرج محمدا وأصحابه. فبنوا مسجدا إلى جنب مسجد قباء ، وكان الذي بنوه اثني عشر رجلا : حزام بن خالد ، ومن داره أخرج إلى المسجد ، وثعلبة بن حاطب ، ومعتب بن قشير ، وأبو حبيبة بن الأرعد ، وعباد بن حنيف ، وحارثة وجارية وابناه مجمع وزيد ، ونبتل بن الحارث ، ولحاد بن عثمان ، ووديعة بن ثابت. فلما فرغوا منه أتوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالوا : إنا بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية ، وإنا نحب أن تأتينا فتصلي لنا فيه. فدعا بقميصه ليلبسه فيأتيهم ، فنزل عليه القرآن ، وأخبر الله عزوجل خبر مسجد الضرار ، وما هموا به ، فدعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم مالك بن الدخشم ومعن بن عدي وعامر بن يشكر والوحشي قاتل حمزة ، وقال لهم : «انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه وأحرقوه». فخرجوا ، وانطلق مالك
__________________
(١) تفسير الطبري ، ج ١١ / ١٠ ، وتفسير القرطبي ، ج ٨ / ٢٤٢.
(٢) تفسير الطبري ، ج ١١ / ١٧ ، وتفسير القرطبي ، ج ٨ / ٢٥٢.