١٨ ـ سورة الكهف
الآية : ٦ ـ قوله تعالى : (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) (٦).
أخرج ابن جرير من طريق ابن إسحاق عن شيخ من أهل مصر عن عكرمة عن ابن عباس قال : بعثت قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار اليهود بالمدينة ، فقالوا لهم : سلوهم عن محمد ، وصفوا لهم صفته ، وأخبروهم بقوله فإنهم أهل الكتاب الأول ، وعندهم ما ليس عندنا من علم الأنبياء. فخرجا حتى أتيا المدينة فسألوا أحبار اليهود عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ووصفوا لهم أمره وبعض قوله ، فقالوا لهم : سلوه عن ثلاث فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل ، وإن لم يفعل فالرجل متقوّل. سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان أمرهم؟ فإنه كان لهم أمر عجيب ، وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها ما كان نبؤه؟ وسلوه عن الروح ما هو؟ فأقبلا حتى قدما على قريش ، فقالا : قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد ، فجاءوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فسألوه فقال : «أخبركم غدا بما سألتم عنه» ولم يستثن ، فانصرفوا ومكث رسول الله صلىاللهعليهوسلم خمس عشرة ليلة لا يحدث الله في ذلك إليه وحيا ، ولا يأتيه جبريل حتى أرجف أهل مكة ، وحتى أحزن رسول الله صلىاللهعليهوسلم مكث الوحي عنه ، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة ثم جاءه جبريل من الله بسورة أصحاب الكهف فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية والرجل الطواف وقول الله : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ) [سورة الإسراء ، الآية : ٨٥].
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : اجتمع عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل بن هشام والنضر بن الحارث وأمية بن خلف والعاصي بن وائل والأسود بن المطلب وأبو البحتري في نفر من قريش ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد كبر عليه ما يرى من