قوله تعالى : (وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ) الآية. أخرج ابن جرير عن مجاهد : أنها نزلت في بني مقرن الذين نزلت فيهم : (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ).
وأخرج عبد الرحمن بن معقل المزني قال : كنا عشرة ولد مقرن ، فنزلت فينا هذه الآية (١).
الآية : ١٠١ ـ قوله تعالى : (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ).
قال الكلبي : نزلت في جهينة ومزينة وأشجع وأسلم وغفار من أهل المدينة ، يعني : عبد الله بن أبيّ ، وجد بن قيس ، ومعتب بن قشير ، والجلاس بن سويد ، وأبي عامر الراهب (٢).
الآية : ١٠٢ ـ قوله تعالى : (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ).
قال ابن عباس في رواية ابن الوالبي : نزلت في قوم كانوا قد تخلفوا عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم في غزوة تبوك ، ثم ندموا على ذلك وقالوا : نكون في الكن والظلال مع النساء ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه في الجهاد ، والله لنوثقن أنفسنا بالسواري ، فلا نطلقها حتى يكون الرسول صلىاللهعليهوسلم هو يطلقها ويعذرنا. وأوثقوا أنفسهم بسواري المسجد ، فلما رجع رسول الله صلىاللهعليهوسلم مر بهم فرآهم ، فقال : «من هؤلاء». قالوا : هؤلاء تخلفوا عنك ، فعاهدوا الله أن لا يطلقوا أنفسهم حتى تكون أنت الذي تطلقهم وترضى عنهم. فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «وأنا أقسم بالله لا أطلقهم ولا أعذرهم حتى أؤمر بإطلاقهم ، رغبوا عني وتخلفوا عن الغزو مع المسلمين». فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فلما نزلت أرسل إليهم النبي صلوات الله عليه وأطلقهم وعذرهم ، فلما أطلقهم قالوا : يا رسول الله ، هذه أموالنا التي خلفتنا عنك ، فتصدق بها عنا وطهرنا واستغفر لنا. فقال : ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئا». فأنزل الله عزوجل : (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ) [سورة التوبة ، الآية : ١٠٣].
__________________
(١) السيوطي ، ١٤٦ ـ ١٤٧ ، وتفسير الطبري ، ج ١١ / ٥ ، وتفسير القرطبي ، ج ٨ / ٢٣٥.
(٢) النيسابوري ٢١٨ ، والسيوطي ، ١٤٧ ـ ١٤٨ ، وزاد المسير ، ج ٣ / ٤٩١ ، وتفسير القرطبي ، ج ٨ / ٢٤٠.