حتى يجيء بصاحبكم
فيرجمه ، فاصطلحوا على هذه العقوبة بينهم. فقال النبي صلىاللهعليهوسلم :
«فإني أحكم بما في
التوراة». فأمر بهما فرجما .
قال الزهري :
فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم : (إِنَّا أَنْزَلْنَا
التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ
أَسْلَمُوا). وكان النبي صلىاللهعليهوسلم منهم.
قال معمر : أخبرني
الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر قال : شهدت رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين أمر برجمهما ، فلما رجما رأيته يجنأ بيده عنها ليقيها
الحجارة .
الآية
: ٤٩ ـ قوله تعالى : (وَأَنِ احْكُمْ
بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ).
قال ابن عباس : إن
جماعة من اليهود ، منهم : كعب بن أسيد ، وعبد الله بن صوريا ، وشاس بن قيس ، قال
بعضهم لبعض : اذهبوا بنا إلى محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ لعلنا نفتنه عن دينه!
فأتوه فقالوا : يا محمد ، قد عرفت أنّا أحبار اليهود وأشرافهم ، وإنا إن اتبعناك
اتبعنا اليهود ولن يخالفونا ، وإن بيننا وبين قوم خصومة ، ونحاكمهم إليك فتقضي لنا
عليهم ، ونحن نؤمن بك ونصدقك. فأبى ذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأنزل الله تعالى فيهم : (وَاحْذَرْهُمْ أَنْ
يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ) .
الآية
: ٥١ ـ قوله تعالى : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ).
قال القرطبي : هذا
يدل على قطع الموالاة شرعا.
قال عطية العوفي :
جاء عبادة بن الصامت فقال : يا رسول الله ، إن لي موالي من اليهود كثير عددهم حاضر
نصرهم ، وإني أبوء إلى الله ورسوله من ولاية اليهود ، وآوي إلى الله ورسوله. فقال
عبد الله بن أبيّ : إني رجل أخاف الدوائر ، ولا أبرأ من ولاية اليهود. فقال رسول
الله صلىاللهعليهوسلم : «يا أبا الحباب ، ما تجلب به من ولاية اليهود على عبادة
بن الصامت فهو لك دونه» فقال : قد قبلت. فأنزل الله تعالى فيهما : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) إلى قوله تعالى :
(فَتَرَى الَّذِينَ
__________________